هل يشهد اجتماع الاحتياطي النيوزلندي أي مفاجاَت؟ السيناريو المتوقع!

تترقب أسواق العملات صدور قرارات بنك الاحتياطي النيوزلندي لشهر إبريل، غدا الأربعاء، وتحديدا في تمام الساعة 2.00 صباحا بتوقيت جرينتش، نظرا لما له من انعكاسات قوية محتمل على تحركات الدولار النيوزلندي أمام العملات الأجنبية الرئيسية، وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار داخل البنك والسيناريوهات المتوقع للقرار:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية الأخيرة في نيوزلندا:

منذ اجتماع الاحتياطي النيوزلندي الماضي، طرأت عدة تغييرات على الأوضاع الاقتصادية في نيوزلندا والتي قد يكون لها تأثير قوي على قرار البنك، وأبرزها بيانات مبيعات التجزئة وبيانات سوق العمل، وكذلك، بيانات التضخم النيوزلندية.

وفي هذا السياق، أصدر مكتب الإحصاء في نيوزيلندا، بيانات معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع السنوي الرابع من العام الماضي، حيث جاءت البيانات سلبية ودون المتوقع للمرة الثانية على التوالي. ووفقا للبيانات الواردة، انكمش النمو الاقتصادي داخل نيوزيلندا بنسبة 0.1%، مخالفا توقعات الأسواق التي رجحت نمو الاقتصاد بنحو 0.1% خلال نفس الفترة، وذلك بعدما سجل الناتج المحلي الإجمالي النيوزلندي انكماشا بنسبة 0.3% بالربع السنوي الثالث من 2023.

وأيضا، أصدرت هيئة الإحصاء في نيوزلندا، بيانات سوق العمل بالبلاد للربع الرابع من عام 2023 المنتهي بشهر ديسمبر الماضي، والتي جاءت إيجابية وأفضل من توقعات الأسواق. فوفقا للبيانات الصادرة، فقد ارتفع حجم التوظيف في نيوزلندا خلال الربع الرابع بنحو 0.4% بالمقارنة مع الربع الثالث، وجاء هذا أفضل من توقعات الأسواق التي رجحت نمو التوظيف بحوالي 0.3%. وفي نفس الوقت، ارتفع معدل البطالة داخل نيوزيلندا خلال الربع الرابع ليسجل 4.0% فقط على أساس سنوي، ولكن هذا جاء أفضل من توقعات الأسواق بأن ترتفع البطالة إلى 4.3%.

وكذلك، أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات النيوزلندي، سلبية بيانات مبيعات التجزئة خلال الربع الرابع من العام الجاري. ووفقا للبيانات، فقد انكمشت مبيعات التجزئة في نيوزلندا بنسبة 1.9% خلال الربع الرابع من 2023 على أساس ربع سنوي، وهو ما جاء أسوأ بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لانكماشها بحوالي 0.2% فقط. وفي نفس الوقت، جاءت بيانات مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية أسوأ من توقعات الأسواق، حيث انكمش مؤشر مبيعات التجزئة الأساسية في الربع الرابع بنسبة 1.7%، وهو ما جاء أسوأ من توقعات الأسواق بانكماش المؤشر بنحو 0.1% فقط.

ومن العرض السابق، يجدر القول بأنه في ظل انكماش النمو الاقتصادي، وضعف مبيعات التجزئة، وهدوء الأوضاع بسوق العمل، وهدوء الضغوط التضخمية، فإن الاحتياطي النيوزلندي بصدد الإبقاء على سعر الفائدة هذا الاجتماع دون تغيير للاجتماع السادس على التوالي، وقد يتمهل قليلا حتى يبدأ بخفض الفائدة.

ثانيا: توقعات كبرى البنوك الاستثمارية لقرار الاحتياطي النيوزلندي

تشير أغلب التوقعات إلى أن الاحتياطي النيوزلندي سوف يبقي على الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه غدا الأربعاء، حيث رأى استطلاع رأي لرويترز، أن الاحتياطي النيوزلندي سوف يبقي على سعر الفائدة الرسمي عند 5.50%، ورأى البعض بأن الاحتياطي النيوزلندي سوف يبدأ خفض الفائدة الأول بحلول نهاية الربع الثالث، بينما توقع بعض الخبراء، بأن يظل سعر الفائدة كما هو حتى الربع الرابع أو بعد ذلك.

وأيضا، توقع المعهد النيوزيلندي للأبحاث الاقتصادية عدم حدوث أي تغيير في معدل الفائدة النيوزلندية. وكذلك، قال شارون زولنر، كبير الاقتصاديين في بنك ANZ، بأن البنك لا يرى أي أسباب واضحة لبنك الاحتياطي النيوزلندي لتغيير معدل الفائدة الحالي.

وفي الوقت ذاته، رأى استطلاع رأي لوكالة بلومبيرج أنه من المتوقع أن يبقي بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة دون تغيير، مع بقاء سعر الفائدة الرسمي (OCR) عند 5.50٪ للاجتماع السادس على التوالي.

ثالثا: أهم تصريحات صناع السياسة النقدية النيوزلندية

خلال الفترة الماضية، صدرت بعض التصريحات عن الاحتياطي النيوزلندي والتي تطرقت لعدة احتمالات، وفي هذا الإطار،  أكد محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي ، أدريان أور، على أن الاحتياطي النيوزلندي يصب تركيزه بشكل أساسي على مجهودات السيطرة على التضخم، وأن لجنة السياسة النقدية تركز على وظيفتها المتمثلة في السيطرة على التضخم، وسيلعب الاعضاء الجدد في بنك الاحتياطي النيوزلندي دورا هاما في مناقشاتنا، مضيفا أن الضغوط  التضخمية في جميع أنحاء العالم هدأت وكان هناك شعور واضح بين قادة البنوك المركزية الذين تحدثت إليهم مؤخرا بأن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها وأن التخفيضات تقترب.

وبدوره، قال كبير الاقتصاديين في بنك الاحتياطي النيوزلندي بول كونواي، إن الانخفاضات الأخيرة التي شهدها التضخم في نيوزلندا مشجعة، ورغم ذلك، فإن أسعار الفائدة ستحتاج إلى أن تظل مقيدة لفترة طويلة من الزمن، مضيفا أنه إذا بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، على سبيل المثال، في خفض الفائدة بنهاية هذا العام ولم يقوم نظيره الاحتياطي النيوزلندي بإجراء مماثل؛ فإن سعر صرف زوج النيوزلندي دولار سيتأثر.

أخيرا: السيناريوهات المتوقعة لقرار بنك الاحتياطي النيوزلندي

السيناريو الأول: يدور حول إبقاء الاحتياطي النيوزلندي على أسعار الفائدة دون تعديل، مع التلميح بأن الفائدة المرتفعة سوف تستمر لفترة طويلة حتى يتم السيطرة على التضخم المرتفع، وأن البنك على استعداد لرفع الفائدة مجددا إذا اقتضت الضرورة ذلك، وهذا السيناريو إيجابي وقد يدعم تحركات الدولار النيوزلندي أمام العملات الرئيسية.

السيناريو الثاني: يتمثل في قيام الاحتياطي النيوزلندي بتثبيت سعر الفائدة، مع الإشارة إلى اقتراب موعد خفض الفائدة بعد هدوء الضغوط التضخمية في البلاد، وانكماش النمو الاقتصادي للبلاد، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير سلبي لتحركات الدولار النيوزلندي في سوق العملات.

اقرأ أيضا:

محافظ الاحتياطي النيوزلندي أور يتحدث عن السياسة النقدية والتضخم

عضو الاحتياطي النيوزلندي يتحدث عن احتمالات خفض الفائدة