كيف يتحرك الدولار بعد صدور بيانات سوق العمل الأمريكية؟...السيناريو المتوقع!

تترقب الأسواق المالية وخاصة متداولي سوق العملات صدور بيانات سوق العمل الأمريكية والتي من المنتظر أن يكون لها تداعيات قوية للغاية على تحركات الدولار الأمريكي أمام باقي العملات الرئيسية وخاصة اليورو والاسترليني، وعلى سوق السلع وسوق الأسهم الأمريكية، وكذلك، على العملات الرقمية وخاصة البيتكوين، حيث ستحاول الأسواق المالية الاستدلال على أي مؤشرات تتعلق بموعد أول خفض للفائدة الأمريكية.

وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة غدا وكيفية تأثيرها على الأسواق:

أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال فبراير الماضي:

شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي أداء متباين خلال شهر فبراير الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 275 ألف وظيفة. بينما ارتفعت معدلات البطالة إلى مستوى 3.9%، وكذلك سجلت الأجور نموا ضعيفا وبنسبة 0.1% فقط على أساس شهري، وذلك بأقل من توقعات الأسواق بأن تنمو بنسبة 0.2% خلال نفس الفترة. وهذه البيانات كان لها تأثير سلبي نوعا ما بتحركات الدولار أمام العملات الأخرى، لأنها عززت التوقعات بأن الفيدرالي قد اقترب من خفض الفائدة مع هدوء الأوضاع في سوق العمل.

للمزيد: عاجل... تباين أداء بيانات التوظيف الأمريكية خلال فبراير والدولار يتحرك بقوة!

ثانيا: أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي:

خلال الفترة الماضية، صدرت الكثير من البيانات الاقتصادية والتي تعطي مؤشرا متباينا إلى حد ما بشأن أداء بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر سلبية طفيفة خلال الأسبوعيين الماضيين، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأسبوعيين الماضيين عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية أعلى مستوى 215 ألف طلب، وهذا يعني استمرار قوة طلبات الإعانة الأمريكية.

بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، إيجابية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال مارس الماضي، فقد ارتفع التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 184 ألف وظيفة، وهو ما جاء أفضل بكثير من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاعه بنحو 148 ألف وظيفة.

مؤشر الوظائف الشاغرة: أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي، عن توافق بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل لشهر  فبراير الماضي مع توقعات الأسواق، حيث سجلت ما يعادل 8.76 مليون وظيفة خلال فبراير الماضي.

وهذه البيانات الأمريكية تظهر استمرار هدوء الأوضاع في سوق العمل الأمريكي، حيث لا تزال طلبات إعانات البطالة تشهد ارتفاعا طفيفا، وكذلك، هدوء وتيرة الوظائف الشاغرة داخل الاقتصاد الأمريكي، وذلك على الرغم من تعافي التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي، وهو ما قد يكون مؤشرا على تباطؤ معدلات التوظيف داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضا: عاجل... بيانات الوظائف الشاغرة الأمريكية تتوافق مع توقعات الأسواق

ثالثا: ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟

تشير التوقعات إلى أن الفائدة الأمريكية المرتفعة قد تواصل الإضرار بسوق العمل الأمريكي، حيث من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 200 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة، وأن يستقر نمو الأجور على أساس سنوي عند مستوى 4.1%، وكذلك، قد تستقر البطالة الأمريكية عند مستوى 3.9% خلال نفس الفترة.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لبيانات سوق العمل الأمريكي وتأثيرها بتحركات الدولار:

يتمثل السيناريو الأول في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن تأتي بأفضل من التوقعات بشكل كبير، حيث يضيف الاقتصاد وظائف بأكبر من 200 ألف وتنخفض البطالة دون مستوى 3.9%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية، وهذا السيناريو قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 105 نقطة أو ربما قد يتجه نحو مستوى 106 نقطة، لأن مثل هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي قد يؤخر موعد خفض الفائدة إلى ما بعد اجتماع يونيو المقبل، وهذا السيناريو الإيجابي للدولار قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.

بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من 200 ألف وظيفة، وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 3.9%، ويتباطأ نمو الأجور السنوي دون مستوى 4.1%، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 103 نقطة أو أقل من ذلك وربما نحو مستوى 102 نقطة، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي اقترب من خفض الفائدة، وهذا السيناريو السلبي لمؤشر الدولار قد ينعكس إيجابيا على الذهب وسوق الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية وخاصة البيتكوين.

نظرة على مؤشر الدولار الأمريكي: