الدولار يترقب الإنقاذ من بيانات سوق العمل الأمريكية؟...السيناريو المتوقع!
ينتظر سوق العملات صدور بيانات سوق العمل الأمريكية (بيانات التوظيف)، والتي قد يكون لها تأثير قوي بتحركات الدولار وأزاوجه، وكذلك على السلع وسوق الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية، وبخاصة مع محاولة الأسواق الاستدلال علي أي مؤشرات فيما يتعلق بموعد خفض الفائدة الأمريكية، وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة:
أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يناير الماضي:
شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي أداءا إيجابيا خلال شهر يناير الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 353 ألف وظيفة فقط. وأيضا، استقرت مستويات البطالة عند مستوى 3.7%، بينما كان المتوقع أن ترتفع إلى مستوى 3.8% في نفس الفترة، وكذلك سجلت الأجور نموا بنسبة 0.6% على أساس شهري خلال يناير الماضي، وذلك بأفضل من توقعات أسواق العملات بأن تنمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة. وهذه البيانات كان لها تأثير إيجابي واضح على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، لأنها عززت التوقعات بأن الفيدرالي لم يقترب بعد من خفض الفائدة.
ثانيا: أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي:
خلال الفترة الماضية، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا سلبيا نوعا ما حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال فبراير الماضي، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:
مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر سلبية طفيفة خلال الأسبوعيين الماضيين، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأسبوعيين الماضيين عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية أعلى مستوى 215 ألف طلب، وهذا يعني ارتفاع طفيف بطلبات الإعانة.
بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، سلبية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال فبراير الماضي، ووفقا للبيانات الواردة، ارتفع التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 140 ألف وظيفة، وهو أقل من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاعه بنحو 150 ألف وظيفة.
مؤشر الوظائف الشاغرة: أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي، إيجابية بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل بشكل طفيف خلال شهر فبراير الماضي، حيث سجل المؤشر ما يعادل 8.86 مليون وظيفة، بأفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت لتسجيله 8.80 مليون وظيفة، ولكنها أقل من القراءة السابقة للمؤشر لشهر يناير التي سجلت نحو 8.89 مليون وظيفة.
ثالثا: ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟
تشير التوقعات إلى أن الفائدة الأمريكية المرتفعة قد يكون لها تأثير سلبي على أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهر فبراير الماضي، حيث من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 200 ألف وظيفة فقط. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة، وأن يستقر نمو الأجور على أساس سنوي عند مستوى 4.4%، وكذلك، قد تستقر البطالة الأمريكية عند مستوى 3.7% خلال نفس الفترة.
رابعا: سيناريوهات بيانات سوق العمل الأمريكي وكيفية تأثيرها على الدولار:
يتمثل السيناريو الأول في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف بأكبر من 200 ألف وتنخفض البطالة دون مستوى 3.7%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 103 نقطة أولا وربما قد يتجه نحو مستوى 104 نقطة، لأن مثل هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي لن يتخلى عن التشديد النقدي حتى يونيو المقبل، وهذا السيناريو الإيجابي للدولار قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.
بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من 200 ألف وظيفة، وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 3.7%، ويتباطؤ نمو الأجور السنوي دون مستوى 4.4%، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 102 نقطة أو أقل من ذلك وربما نحو مستوى 101 نقطة فقط، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي بات قريبا من خفض الفائدة، وهذا السيناريو السلبي للدولار قد يؤدي على العكس إلى ارتفاع الذهب وربما الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.
اقرأ أيضا:
سوق العملات على موعد مع شهادة باول وبيانات التوظيف الأمريكية