ضعف شهية المخاطرة يطيح بالأسواق عدا الأسهم الصينية وسوق العملات!
ضعفت تحركات شهية المخاطرة بشكل ملحوظ وأثرت سلبا على تعاملات أسواق الأسهم العالمية وأبرز السلع، فيما انتعشت بوضوح بتداولات سوق العملات الرئيسية؛ حيث عزز هذا التباين الشديد بعض التطورات الاقتصادية التي أثرت على معنويات المستثمرين للمخاطرة بتداولات اليوم، وفيما يلي، يمكن تناول أهم هذه التطورات:
أولا: شهية المخاطرة سوق الأسهم العالمية
ساهم التراجع الشديد لتحركات شهية المخاطرة في انخفاض أداء أسواق الأسهم بالتعاملات؛ فعلى سبيل المثال، تضرر سوق الأسهم الأوروبية بصورة قوية نتيجة لانكماش الاقتصاد الألماني بالربع الأخير من العام الماضي، مع توقعات بمزيد من التباطؤ لأكبر اقتصادات منطقة اليورو، وفقا لتقرير البنك الاتحادي الألماني الصادر اليوم.
وهو ما تزامن مع خفض فرنسا توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2024 إلى 1% بالمقارنة مع 1.4% التي توقعها ثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو بوقت سابق، بما يشير لتضرر الأوضاع الاقتصادية بالمنطقة وانعكاس ذلك على النمو الاقتصادي بدول المنطقة ككل.
وبالنسبة إلى الأسواق الآسيوية، أنهى مؤشر نيكاي الياباني تداولات اليوم على استقرار بضغط من الأسهم المرتبطة بصناعة الرقائق، وفي نفس الوقت، حققت الأسهم الصينية ارتفاعات واضحة مع زيادة إيرادات السياحة خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة بنسبة 47% عن العام السابق حيث تم القيام بأكثر من 61 مليون رحلة بالسكك الحديدية، بما غذى تفاؤل أسواق الأسهم حيال تعافي النشاط الاقتصادي الصيني.
ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الرئيسية
وسط تداولات هادئة إلى حد كبير بسبب العطلة الأمريكية؛ انتعشت شهية المخاطرة بوضوح خلال تداولات سوق العملات الأجنبية الرئيسية، حيث ارتفع زوج النيوزلندي دولار والاسترالي دولار مع تفاؤل الأسواق بشأن تعافي الأوضاع الاقتصادية في الصين، وهذا تزامن مع انخفاض الدولار الأمريكي والين الياباني، كعملات ملاذ آمن، بصورة ملحوظة بتداولات سوق العملات اليوم
ثالثا: شهية المخاطرة بسوق السلع البارزة
استقرت تحركات أسعار النفط الخام بتداولات اليوم، وسط ضغوط قوية على كلا المسارين الصعودي والهبوطي، بعدما قرر بنك الصين الشعبي الحفاظ على سعر الفائدة على الإقراض متوسط الأجل بما عزز التوقعات بأن البنك المركزي قد لا يقوم بتغيير سعر الفائدة باجتماعاته المقبلة، وسط الحاجة لمزيد من الإجراءات التيسيرية لدعم التعافي الاقتصادي وبالتالي، انتعاش الطلب الصيني على النفط الخام.
ومن ناحية أخرى، وجد النفط الخام دعما قويا جراء انخفاض صادرات النفط السعودي خلال يناير الماضي إلى 6.308 مليون برميل يوميا، بما يعكس التزام المملكة بتخفيضات الإنتاج الطوعية التي قررتها بأواخر العام السابق، وهو ما يعني تراجع حجم المعروض النفطي بأسواق الطاقة.
وعلى صعيد آخر، وفي ظل ضعف شهية المخاطرة بالتعاملات؛ وجه المتداولون تدفقاتهم النقدية لاقتناء أوجه الاستثمار الآمن؛ الذهب والسندات الأمريكية على وجه الخصوص، حيث ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنحو 0.23% إلى 2017.73 دولارا للأوقية، كما ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات القياسي بنسبة 0.30% إلى 4.312%.