كيف يُنهي الاحتياطي النيوزلندي اجتماعاته هذا العام؟ السيناريو المتوقع!

سوف تنتظر أسواق العملات باهتمام شديد صدور قرارات الاحتياطي النيوزلندي حول الفائدة غدا الأربعاء في تمام الساعة 1:00 صباحا بتوقيت جرينتش، وما له من انعكاسات على سوق العملات وخصوصا أداء الدولار النيوزلندي،  ومنذ اجتماع البنك السابق، طرأت العديد من التغييرات الاقتصادية التي شهدتها نيوزيلندا والتي من المرجح أن يكون لها تأثير قوي على خطوات بنك الاحتياطي النيوزلندي المستقبلية حول سياسته النقدية، وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار داخل البنك والسيناريوهات المتوقعة لهذه القرارات:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية الأخيرة في نيوزيلندا:

منذ الاجتماع الماضي، ظهرت بعض التطورات الاقتصادية في نيوزيلندا وأهمها بيانات التضخم، وبيانات سوق العمل، وكذلك، بيانات مبيعات التجزئة، ولقد أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء في نيوزلندا، سلبية قراءات بيانات التضخم في البلاد خلال الربع الثالث من عام 2023، فوفقا للبيانات، سجل مؤشر أسعار المستهلكين في نيوزلندا تباطؤا إلى 5.6% بالربع الثاني، وهو أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتباطؤه إلى 5.9%، بعدما سجلت قراءة التضخم في نيوزلندا خلال الربع السابق 6.0% على أساس سنوي.

وكذلك، أظهرت البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي النيوزلندي سابقا، انخفاض توقعات التضخم في نيوزلندا خلال الربع الأخير من العام الجاري، حيث أوضح المسح الذي أجراه الاحتياطي النيوزلندي بأن المستهلكين يتوقعون تسجيل معدل التضخم في البلاد نحو 2.76% خلال العامين المقبلين، بينما كانت القراءة السابقة ترجح تسجيله حوالي 2.83%.

وأيضا، أصدرت هيئة الإحصاء في نيوزلندا بيانات سوق العمل بالبلاد خلال الربع الثالث من العام الجاري والمنتهي بشهر سبتمبر الماضي، ووفقا للبيانات الصادرة، انكمش حجم التوظيف في نيوزلندا خلال الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر بنحو 0.2%، وهي قراءة سلبية، وجاءت بأسوأ من توقعات الأسواق والتي رجحت نمو التوظيف بما يقرب 0.4%. وفي نفس الوقت، ارتفع معدل البطالة داخل نيوزيلندا خلال نفس الفترة، حيث أظهرت البيانات ارتفاع معدل البطالة بالبلاد مسجلا ما يعادل 3.9%، بما يتوافق مع توقعات الأسواق، علما بأن القراءة السابقة لمؤشر البطالة في نيوزيلندا استقرت عند 3.6% خلال الربع الثاني من هذا العام.

وفي ضوء هذه البيانات السلبية سواء فيما يتعلق بضعف التضخم وهدوء الأوضاع في سوق العمل، يمكن القول بأن الاحتياطي النيوزلندي لن يكون في عجلة من أمره للعمل على رفع الفائدة مجددا، وبخاصة مع هدوء وتيرة البيانات الاقتصادية في الفترة الأخيرة.

ثانيا: توقعات البنوك لقرارات الاحتياطي النيوزلندي:

تشير التوقعات بأن الاحتياطي النيوزلندي قد يبقي على الفائدة دون تغيير وهو ما سيكون له تأثير واضح على تحركات زوج النيوزلندي دولار، وفي هذا السياق، تناول الاقتصاديون في بنك ING تحليلاتهم لتحركات زوج النيوزلندي دولار قبل إعلان بنك الاحتياطي النيوزلندي عن قرار الفائدة المرتقب غدا الأربعاء وسط توقعات بأن يبقي البنك المركزي على سعر الفائدة دون تغيير مجددا، حيث رأى خبراء البنك الهولندي بأن الاحتياطي النيوزلندي سيحاول مراجعة توقعات خفض أسعار الفائدة من خلال الإشارة إلى أن أسعار الفائدة ستبقى عند المستوى الحالي البالغ 5.50% أو البدء في خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط في عام 2024 بأكمله، ووفقا لهذا السيناريو، قد يشهد زوج النيوزلندي دولار صعودا ملحوظا.

ثالثا: تلميحات صانعي القرار داخل الاحتياطي النيوزلندي بشأن الفائدة:

خلال الفترة الماضية، صدرت بعض التصريحات من صناع السياسة النقدية ببنك الاحتياطي النيوزلندي منذ الاجتماع الأخير للبنك، حيث قدم محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي ؛ أدريان أور؛ في وقت سابق، بعض التعليقات المتعلقة بأسعار الفائدة، وبهذا الصدد؛ قال بأن سعر الفائدة الرسمي ارتفع من 2% إلى 5.5% بأسرع زيادة في تاريخ الاحتياطي النيوزلندي ، وكان لها تأثير على اقتصاد نيوزلندا كما كان متوقع. وفي هذا الشأن؛ ذكر أرو بأن الاحيتاطي النيوزلندي سيحتاج إلى إبقاء أسعار الفائدة عندمستويات مقيدة في المستقبل المنظور لضمان عودة التضخم السنوي لأسعار المستهلك إلى النطاق المستهدف؛ والذي يتراوح بين 1% و3% مع دعم الحد الأقصى من التوظيف المستدام.

وبدوره، قال نائب محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي ، كريستيان هوكسبي، أثناء حديثه في مؤتمر صحفي عقب صدور تقرير الاستقرار المالي لشهر نوفمبر، بأن نيوزلندا تستطيع التعامل مع معدلات البطالة المرتفعة. وتابع هوكسبي حديثه قائلا، بأن تباطؤ الطلب من الصين يؤثر على أسعار السلع الأساسية في نيوزلندا ، مستشهدا بسلبية بعض البيانات الاقتصادية داخل الصين الصادرة مؤخرا.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات الاحتياطي النيوزلندي غدا:

في ضوء ما تم ذكره أعلاه، فإن هناك بعض السيناريوهات لقرارات البنك المرتقبة، ويتمثل السيناريو الأول، في إبقاء الاحتياطي النيوزلندي على سعر الفائدة دون تغيير عند 5.5% دون تغيير، ولكن بيان الفائدة قد يتضمن لهجة أكثر تشددا حول المخاطر الصعودية للتضخم وهو ما قد يفتح المجال لرفع الفائدة مجددا إذا ما استدعت الضرورة ذلك، وفي حالة حدوث هذا السيناريو، فقد يشهد الدولار النيوزلندي ارتفاعا ملحوظا وبخاصة أمام الدولار الأمريكي.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في الإبقاء على الفائدة عند مستوياتها الحالية دون تغيير أو رفعها بشكل طفيف، مع الإشارة إلى انتهاء دورة التشديد النقدي وأهمية الحفاظ على معدل الفائدة الحالي لفترة من الوقت قبل البدء في خفض الفائدة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه قد يؤدي إلى تراجع الدولار النيوزلندي بقوة أمام العملات الأخرى.

اقرأ أيضا:

عاجل- انخفاض توقعات التضخم للبنك الاحتياطي النيوزلندي للعامين المقبلين

محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي أور يتحدث عن أسعار الفائدة

نائب محافظ الاحتياطي النيوزلندي يعلق على بيانات سوق العمل السلبية