هل يفاجأ محافظ بنك اليابان الأسواق في آخر اجتماعاته؟ .. السيناريو المتوقع
تترقب أسواق العملات صدور قرارات السياسة النقدية لبنك اليابان والتي من شأنها أن يكون لها تأثير قوي واضح على تحركات الين الياباني أمام العملات الأخرى وبخاصة زوج الدولار ين، نظرا لأن هذا الاجتماع هو الأخير لمحافظ بنك اليابان كورودا وترقب أي مفاجأت من قبل كورودا قبل مغادرة هذا المنصب، وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ قرارات السياسة النقدية داخل اليابان:
أولا: الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على قرار بنك اليابان:
خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي تلقي بظلالها على قرارات السياسة النقدية المقبلة ومن أهم هذه البيانات هو صدور مؤشر التضخم لبنك اليابان والذي أظهر استقرار مؤشر أسعار المستهلكين للبنك عند مستوى 3.1%، وهو أعلى مستوى للتضخم الياباني منذ 4 عقود تقريبا.
وفي الوقت ذاته، أظهرت البيانات بأن النمو الاقتصادي الياباني تحسن بشكل واضح خلال الربع الأخير من العام الماضي، حيث سجلت القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الياباني نموا بنسبة 1.2% خلال هذه الفترة، بما يتجاوز توقعات الأسواق والتي أشارت إلى ارتفاع المؤشر بحوالي 1.1% فقط، كما أنها أعلى من القراءة السابقة للمؤشر والتي أظهرت انكماش اقتصاد اليابان بنسبة 0.3% فقط بنهاية الربع الثالث من العام الماضي.
وأيضا، سجلت معدلات البطالة في اليابان انخفاضا واضحا خلال يناير الماضي لتستقر عند مستوى 2.4%، بينما كان من المتوقع أن تستقر عند مستوى 2.5% فقط، وبالتالي، فإن إيجابية البيانات الاقتصادية في اليابان كاستمرار ارتفاع التضخم الياباني، وتحسن النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى انخفاض البطالة، سيكون له تأثير قوي على قرارات السياسة النقدية الصادرة عن بنك اليابان.
ثانيا: شراء السندات الحكومية وتأثيرها على قرارات بنك اليابان:
منذ أيام قليلة، قرر بنك اليابان إجراء عمليات شراء من السندات الحكومية، حيث عرض بنك اليابان شراء 425 مليار ين ياباني لسندات الحكومة اليابانية تتراوح مدتها من سنة إلى 3 سنوات، كما قرر البنك شراء نحو 500 مليار ين من سندات الحكومة تراوحت فترة استحقاقها من 3-5 سنوات.
وكذلك، قام بنك اليابان بشراء نحو 676 مليار ين ياباني للسندات الحكومية التي تتراوح مدتها من 5-10 سنة. وأيضا، أجرى بنك اليابان عملية شراء بواقع 300 مليار ين لسندات الخزانة بفترة استحقاق تتراوح من 10 إلى 25 سنة، وهذه العمليات الشرائية قد يتضح منها محاولة البنك للتدخل لدعم الين الياباني في الأسواق وبخاصة مع الانهيارات التي لحقت بالعملة اليابانية خلال تداولات سوق العملات.
ثالثا: تصريحات أعضاء بنك اليابان وتلميحات حول السياسة النقدية:
خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات والتي تعطي تلميحا حول مستقبل السياسة النقدية اليابانية، وفي هذا الإطار، صرح عضو بنك اليابان، جونكو ناكاجاوا، بأن السياسة النقدية التسيرية مهمة في الوقت الحالي، لأنها تدعم الاقتصاد، وأن بنك اليابان سيحافظ على سياسة تيسيرية مع اتخاذ خطوات للحد من التداعيات السلبية التي خلفتها السياسة المتبعة، وبخاصة وأن الارتفاع الأخير في التضخم مدفوعا بارتفاع أسعار مجموعة من السلع، والتي من المرجح أن تبطئ وتيرة زيادتها بشكل واضح.
وأيضا، أوضح هاروهيكو كورودا، محافظ بنك اليابان ، في وقت سابق، بأنه من المتوقع أن يتسارع نمو الأجور خلال الفترة القادمة، وسط زيادة الشركات للأجور لتعويض الأسر عن ارتفاع تكاليف المعيشة، لتعامل مع النقص المتزايد في العمالة، وأنه بالنسبة لسوق العملات الأجنبية لابد أن يتحرك بثبات لكي يعكس الأساسيات.
رابعا: التوقعات العالمية لقرارات بنك اليابان المرتقبة:
في آخر المسوح الاقتصادية التي أجرتها وكالة رويترز، أفاد أغلب الخبراء الاقتصاديين بأنهم يتوقعون أن يفلت بنك اليابان قبضته على منحنى العوائد، ويعلن إنهاء سياسته طويلة الأجل للتحكم بمنحنى عوائد سندات الخزانة اليابانية خلال العام الجاري، ولكن هذا لن يتم على الأرجح خلال الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية لدى بنك اليابان.
تطرقت المذكرة الصادرة عن كوميرز بنك حول توقعاته بشأن أهم النقاط التي قد يتناولها محافظ بنك اليابان على هامش اجتماعه الأخير، وفي هذا الصدد، لم يرجح البنك الاقتصادي احتمالية حدوث أي تغيير كبير في مسار السياسة النقدية لدى بنك اليابان في الاجتماع المقبل، معللا ذلك بأن تصرفات بنك اليابان حيال السياسة النقدية أصبح من الممكن توقعها بسهولة إلى حد كبير، غير أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور التي تجاوزت التفسير العقلاني، وهذا يجعل اجتماعات بنك اليابان متوترة بشكل واضح، كما أوضح البنك بأنه هناك قدر معين من عدم اليقين في سياسة محافظ بنك اليابان الأخيرة.
كوميرز بنك: هل يقوم محافظ بنك اليابان بتغييرات كبيرة في اجتماعه الأخير؟
خامسا: السيناريو المتوقع لقرارات بنك اليابان وتأثيرها:
يتمثل السيناريو الأساسي في إبقاء بنك اليابان على السياسة النقدية التسهيلية دون تعديل خلال اجتماع البنك الأخير لكورودا ولكن بيان الفائدة قد يتضمن بعض النقاط الإيجابية وعلى رأسها احتمالية التلميح إلى تغيير السياسة النقدية للبنك خلال اجتماعات السياسة النقدية هذا العام وبخاصة مع ارتفاع التضخم، وتحسن النمو الإيجابي، وهذا السيناريو سيكون له تأثير إيجابي واضح على تحركات الين بأسواق العملات.
بينما السيناريو الاَخر، يتمثل في إبقاء بنك اليابان على السياسة النقدية دون تعديل، كما سيؤكد البنك على استمرار سياسة التسهيل النقدي وعدم التراجع أو الحياد عنها رغم ارتفاع التضخم الياباني بوتيرة قوية، والتأكيد على استمرار دعم اقتصاد البلاد من خلال التيسير النقدي، وهذا السيناريو في حالة حدوثه قد يكون له تأثير سلبي على تحركات الين وبخاصة زوج الدولار ين.