هل يواصل بنك إنجلترا رفع الفائدة بوتيرة مرتفعة خلال 2023؟ سيناريو متوقع!
تترقب أسواق العملات صدور قرارات بنك إنجلترا والتي سيكون لها تأثير قوي على تحركات الاسترليني أمام العملات وبخاصة في ظل الضغوط التي يواجهها بنك إنجلترا لتشديد السياسة النقدية بسبب التضخم المرتفع، رغم أن ذلك قد يلحق أضرارا قوية بأداء الاقتصاد البريطاني، وفيما يلي نظره على السيناريو المتوقع لقرارات البنك:
أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية داخل بريطانيا:
خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي تكشف النقاب عن أداء الاقتصاد البريطاني وبخاصة ما بيانات التضخم والتي أظهرت استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة للغاية، وهو ما يزيد الضغوط على بنك إنجلترا للاستمرار في رفع الفائدة بوتيرة مرتفعة.
ولقد كشفت بيانات التضخم الصادرة عن مكتب الإحصاء البريطاني نمو أسعار المستهلكين بما يطابق توقعات الأسواق خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين نموا بنسبة 10.5% على أساس سنوي، بما يتوافق مع توقعات الأسواق، وهو أقل بشكل طفيف من القراءة السابقة البالغة 10.7% خلال شهر نوفمبر الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت بيانات النمو الاقتصادي البريطاني أداء إيجابيا خلال الشهر الماضي، حيث سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 0.1% خلال نوفمبر الماضي، وهو أفضل من توقعات الأسواق بأن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.2% خلال نفس الفترة. ولكنه أقل من من القراءة السابقة والتي أظهرت نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.5% خلال أكتوبر الماضي.
ثانيا: تصريحات صانعي القرار داخل بنك إنجلترا وتلميحات حيال الفائدة:
خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات التي تدعم استمرار بنك إنجلترا في رفع الفائدة وتشديد السياسة النقدية بقوة خلال هذا الاجتماع، ومن أبرزها، تصريحات محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، في يوم الخميس؛ بأنه من المُرجح أن ينخفض معدل التضخم بسرعة في الربع الأول من عام 2023.
وأشار محافظ بنك إنجلترا بأن التوقعات الاقتصادية التي سبق تحديدها في شهر نوفمبر الماضي لم تتغير، حيث توقع بنك إنجلترا أن يتراجع معدل التضخم بشكل تدريجي ليصل إلى 5.2% في الربع الرابع من عام 2023، بالإضافة لتوقعه بأن ينخفض ليصل لهدف البنك البالغ 2% في وقت مبكر من عام 2024. كما حذر بيلي من أن سوق العمل الضيق داخل بريطانيا من المحتمل أن يضغط أكثر على الضغوط التضخمية، ليدفع صانعي السياسة لدى بنك إنجلترا للمطالبة برفع أسعار الفائدة لكبح التضخم.
وكذلك، تحدثت عضو بنك إنجلترا كاثرين مان، عبر المشاركة في المؤتمر السنوي لجمعية الاقتصاد الأمريكية في نيو أورلينز بعطلة نهاية الأسبوع، عن سقف أسعار الطاقة ومدى تأثيرها على معدلات التضخم في البلاد.
وفي غضون ذلك، صرحت مسؤول بنك إنجلترا بأن تحديد سقفا لأسعار الطاقة سيسمح بإعادة توجيه الإنفاق إلى الاستهلاك، وهذا بدوره سوف يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم بأعلى من معدلاته الحالية على الأرجح بكافة المنتجات الأخرى.
ثالثا: توقعات البنوك لقرارات بنك إنجلترا حول الفائدة:
توقع الخبراء لدى ساكسو بنك بأن يواصل بنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل يوم الخميس، وأنه من المتوقع استمرار رفع من قبل بنك إنجلترا بواقع 150 نقطة أساس من الآن وحتى الربع الثالث من العام الجاري للسيطرة على التضخم المرتفع داخل البلاد.
رابعا: السيناريوهات المحتملة لقرارات بنك إنجلترا:
السيناريو الأول، يتمثل في قيام بنك إنجلترا برفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع تزامنا مع استمرار التضخم المرتفع في بريطانيا وهذا سيدفع أسواق العملات تتابع باهتمام شديد ملخص وتقرير السياسة النقدية الصادر عن بنك إنجلترا ، بالإضافة إلى متابعة تصريحات محافظ البنك لمحاولة للاستدلال على أي إشارات حول مستقبل السياسة النقدية وإذا تضمنت أي إشارات حول استمرار تشديد السياسة النقدية، فقد يكون لهذا السيناريو تأثير إيجابي على تحركات الاسترليني.
بينما السيناريو الثاني، قد يتمثل في اتجاه بنك إنجلترا إلى رفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس فقط، والإشارة إلى احتمالية رفع الفائدة بوتيرة بطيئة خلال الفترة المقبلة تزامنا مع تعزز المخاوف حيال ركود الاقتصاد البريطاني مؤخرا، وهذا السيناريو قد يكون له انعكاسات سلبية قوية على أداء الاسترليني أمام العملات في حالة حدوثه.