السيناريو المتوقع: كيف يتأثر الدولار الأمريكي بقرارات الفيدرالي غدا؟
تترقب أسواق العملات وبخاصة متداولي الدولار الأمريكي غدا الأربعاء في تمام الساعة السادسة مساءا بتوقيت جرينتش صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة والسياسة النقدية، ثم صدور المؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بعد نحو 30 دقيقة للتعليق على قرارات السياسة النقدية، وهو ما سيكون له تأثير قوي جدا بسوق العملات وبخاصة بتحركات الدولار الأمريكي وأزواجه، وفيما يلي نظرة لما هو متوقع لقرارات الفيدرالي الأمريكي غدا:
الأوضاع الاقتصادية الأمريكية خلال الفترة الماضية
منذ اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأخير بيونيو الماضي، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة والتي أعطت صورة أوضح حول استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي بتداعيات فيروس كورونا المستجد، ولكن كان ارتفاع التضخم الأمريكي بقوة هو الأبرز والأهم خلال الفترة الماضية، وهو ما قد يستدعي تحرك الفيدرالي الأمريكي للسيطرة على التضخم المرتفع، وفي الشهر الماضي، أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكي إضافة الاقتصاد لنحو 850 ألف وظيفة ويتجاوز توقعات الأسواق، بينما ارتفع معدل البطالة إلى نحو 5.9% بنفس الفترة.
وأظهرت بيانات التضخم أيضا ارتفاعا قويا في يونيو الماضي، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي نموا شهريا بنسبة 0.9%، بأعلى من توقعات الأسواق، كما ارتفع المؤشر على أساس سنوي ليصل إلى 5.4% خلال نفس الفترة، وفي الشكل التالي نوضح لكم تفاصيل أكثر حول البيانات الأمريكية:
تصريحات صناع القرار داخل الفيدرالي الأمريكي
كانت معظم تصريحات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالفترة الماضية إيجابية وتتحدث عن استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي من تداعيات تفشي الفيروس التاجي الخطير، ومن أبرز التصريحات في هذا الشأن كانت شهادة جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي للتعليق على السياسة النقدية بالنصف الأول هذا العام، والتي أكد خلالها بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يتعافى من فيروس كورونا، وأن ارتفاع التضخم الحالي سيكون مؤقتا، وأن البنك الفيدرالي الأمريكي سوف يتخذ الأداوت اللازمة لتحقيق أهدافه المتمثله في تحقيق الاستغلال الأمثل لسوق العمل، واستقرار التضخم عند مستوى 2% بشكل مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، أكد عضو الفيدرالي الأمريكي تشارلز إيفانز بأن الاقتصاد الأمريكي مستمر في التعافي بوتيرة جيدة، وأنه المتوقع رفع الفائدة ببداية عام 2024، وذلك رغم وجود احتمالية برفعها خلال عام 2023 مع استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية، ولكنه أكد بأن ارتفاع التضخم قليلا لن يكون سيئا، وأن الفيدرالي لا يزال يجري مناقشات حول تقليص حجم مشتريات سندات الخزانة وقد يحتاج إلى وقت إضافي لاتخاذ قرار بهذا الشأن.
السيناريوهات المتوقعة لقرارات الفيدرالي وتأثيرها بتحركات الدولار الأمريكي
من المرجح أن يبقي الفيدرالي الأمريكي لمعدل الفائدة والسياسة النقدية دون تغيير بهذا الاجتماع ولكن قد يتضمن بيان الفائدة الصادر عن البنك، والمؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي نقاط إيجابية، وتلميحات أكثر حول مستقبل السياسة النقدية وتشديدها خلال الفترة المقبلة في ضوء ارتفاع معدل التضخم بقوة، وإذا ما استمرت التطورات الإيجابية داخل الولايات المتحدة بالفترة المقبلة وبخاصة بيانات سوق العمل، وهذا السيناريو من شأنه أن يؤثر إيجابيا بتداولات الدولار الأمريكي بسوق العملات.
بينما السيناريو الثاني، وهو أن يتجه الفيدرالي الأمريكي للإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير، ولكن قد يشير الفيدرالي الأمريكي إلى وجود بعض العوامل التي تهدد التعافي الاقتصادي الأمريكي بالعام الجاري وعلى رأسها ارتفاع وتيرة إصابات فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة وعالميا مجددا، واتجاه بعض الدول لإعادة فرض قيود الإغلاق بسبب متحور دلتا الجديد، وبالتالي قد يؤكد الفيدرالي على استمرار السياسة النقدية التسهيلية لفترة طويلة حتى يضمن تعافي الاقتصاد الأمريكي بقوة، وهذا السيناريو قد يؤثر سلبيا بتحركات الدولار الأمريكي بالأسواق.