السيناريو المتوقع: ماذا ينتظر من قرارات بنك كندا؟
ساعات قليلة وتصدر قرارات بنك كندا حول الفائدة، وسوف تركز الأسواق بقوة على قرارات البنك نظرا لتأثيرها القوي على تداولات الدولار الكندي أمام العملات الرئيسية الأخرى وبخاصة مع تحسن الأوضاع الاقتصادية في كندا خلال الفترة المقبلة، وفيما يلي نظرة على أهم التطورات التي قد نؤثر على قرار البنك والسيناريوهات المتوقعة:
نظرة على الأوضاع الاقتصادية في كندا
منذ الاجتماع الأخير لبنك كندا خلال، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا والتي تؤثر بقوة على قرارات بنك كندا حول السياسة النقدية، ومن ضمنها بيانات التضخم الشهري والتي سجلت نموا بنسبة 0.5% خلال فبراير الماضي، كما سجلت مبيعات التجزئة الكندية هبوطا بأقل من المتوقع خلال فبراير الماضي وتراجعت بنسبة 1.1% فقط، بينما كانت التوقعات تشير إلى انكماشها بنسبة 3.0%.
وأيضا، سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي في كندا نموا بنسبة 0.7% خلال الشهر الماضي، بينما كانت التوقعات تشير إلى نموه بنسبة 0.5% فقط. وفي الوقت ذاته، جاءت بيانات سوق العمل إيجابية للغاية وسجل الاقتصاد الكندي نحو 303 ألف وظيفة، وكان من المتوقع إضافة نحو 101 ألف وظيفة فقط. بينما انخفضت البطالة إلى مستويات 7.5%، وكان من المتوقع أن تتراجع إلى 8.0%. وهذه التطورات الاقتصادية الإيجابية قد تنعكس على نقاط بيان الفائدة الصادر عن البنك.
تطورات إيجابية من قبل بنك كندا تظهر تحسن الأوضاع
أظهرت نتائج المسح الذي قام به بنك كندا حول توقعات الأعمال لفصل الربيع تحسن في توقعات النشاط الاقتصادي حيث أظهر المسح أن حالة عدم اليقين لدى المستثمرين التي تسبب فيها تفشي فيروس كورونا قد تراجعت وأنهم يتوقعون تعافي في معدلات الطلب فيم تستمر هناك بعد العقبات المتعلقة بالشركات التي تعتمد في أعمالها على التواصل المباشر مع العملاء. وقد ارتفع مؤشر توقعات الأعمال إلى النقطة 2.87 ليظهر استمرار في تحسن التوقعات حيث تتوقع الكثير من الشركات أن تنجح في تجنب العقبات التي فرضها تفشي فيروس كورونا، كما ارتفعت توقعات الشركات لمعدلات الطلب لأول مرة على المستوى المحلى والعالمي.
وأيضا، أصدر بنك كندا اليوم قرار بإنهاء جميع برامج التحفيز النقدي التي اتبعها من أجل دعم الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، وقال نائب محافظ بنك كندا أن البنك اتخذ هذه الخطوة لأن السيولة الحالية على مستوى النظام المالي كافية لكي تقوم المؤسسات المالية بتحقيق الاستفادة المطلوبة منها. وأكد نائب محافظ بنك كندا أن هذا القرار لا يؤثر بأي شكل على رؤية البنك فيما يتعلق بالتوقيت المناسب لرفع مستويات الفائدة، أن البنك سيقوم بمراجعة السياسات المتبعة لمواجهة فيروس كورون بشكل مستمر وعلى استعداد لاتخاذ كافة التدابير اللازمة.
ما هي السيناريوهات المتوقعة، وكيف تؤثر على تداول الدولار الكندي غدا؟
تنتظر الأسواق صدور قرارات بنك كندا غدا الأربعاء 02.00 مساءا بتوقيت جرينتش، ومن المتوقع أن يبقي بنك كندا على الفائدة دون تغيير خلال هذا الاجتماع وذلك على الرغم من تحسن الأوضاع الاقتصادية مؤخرا داخل البلاد، ولكن قد يتضمن بيان الفائدة غدا عدد من النقاط الإيجابية حول تحسن الأوضاع الاقتصادية وأن ذلك قد يستدعي العمل على التخلي عن التيسير النقدي تدريجيا، ومثل هذه النقاط الإيجابية قد يكون لها تأثير إيجابي على تحركات الدولار الكندي بسوق العملات ، وهو السيناريو الأرجح.
بينما السيناريو الثاني في أن يبقي بنك كندا على الفائدة دون تغيير، وألا يتضمن بيان الفائدة نقاط إيجابية والحديث عن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، واستمرار المخاطر الاقتصادية وبخاصة مع ارتفاع وتيرة إصابات كورونا عالميا، هذه النقاط من شأنها أن تعطي دلالة بالأسواق بأن البنك سيبقي على التيسير النقدي لفترة طويلة، وهو ما قد ينعكس سلبيا على تداولات الدولار الكندي أمام العملات الأخرى.