السيناريو المتوقع: كيف ستؤثر بيانات سوق العمل على الدولار الأمريكي؟
تترقب أسواق العملات غدا الجمعة صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يناير الماضي وبخاصة مع ارتفاع الدولار بشكل ملحوظ وتسجيله أعلى مستوى منذ شهرين خلال الأسبوع الجاري، ومن ثم سيكون الأسواق منصبا على بيانات سوق العمل والتي من المنتظر أن تقدم دعم قوي إلى الدولار الأمريكي.
وتأتي بيانات سوق العمل خلال يناير الماضي، مع استمرار تفشي فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة والتي أثرت على قطاعات كثيرة وعلى رأسها القطاع الخدمي، ومع تركيز الفيدرالي الأمريكي على تحقيق الاستغلال الأمثل في سوق العمل ، سيكون التركيز منصبا بقوة على هذه البيانات بسبب تأثيرها القوي المحتمل على الدولار.
نظرة على بيانات سوق العمل خلال ديسمبر الماضي
جاءت بيانات مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي خلال ديسمبر الماضي بأسوأ من التوقعات، حيث فقد الاقتصاد الأمريكي نحو حوالي 140 ألف وظيفة مع تضرر القطاعات المختلفة من تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة، بينما كانت التوقعات تشير إلى إضافة 60 ألف وظيفة، فيما كانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت إضافة نحو 336 ألف وظيفة خلال نوفمبر الماضي.
ورغم سلبية التغير في التوظيف، جاءت بيانات معدل البطالة إيجابية وتجاوزت توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بنسبة 6.7% فيما أشارت التوقعات إلى ارتفاع البطالة إلى 6.8% خلال نفس الفترة. وفيما يتعلق بمؤشر متوسط الأجور الشهري، فقد ارتفع خلال يناير بنسبة 0.8% بأفضل من التوقعات التي أظهرت استقرار عند بارتفاع بنسبة 0.2% فقط. بما عزز قوة الدولار الأمريكي بالأسواق.
مؤشرات دالة على البيانات المنتظرة
توجد بيانات اقتصادية عديدة داخل الولايات المتحدة والتي تعتبر مؤشرا على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة غدا، ويأتي بمقدمة تلك البيانات قراءة مؤشر طلبات إعانات البطالة الأمريكية الأسبوعي ومؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي، وخلال تداول الشهر الحالي، كانت بيانات إعانات البطالة الأمريكية إيجابية وتجاوزت التوقعات خلال الـ 3 أسابيع الماضية، وجاءت بيانات اليوم الخميس أفضل من المتوقع وأدنى قراءة منذ بداية ديسمبر الماضي، وسجلت حوالي 779 ألف طلب فقط بالأسبوع الماضي. وأيضا ، سجل مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص نموا بحوالي 174 ألف وظيفة بأفضل من التوقعات بإضافة الاقتصاد حوالي 48 ألف وظيفة فقط.
هذه الإيجابية بإعانات البطالة وبيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي قد تعتبر مؤشرا إيجابية على بيانات سوق العمل الأمريكي غدا الجمعة، بما سيكون له تأثيؤ إيجابي محتمل على الدولار الأمريكي.
ماذا نتوقع من بيانات الغد وتأثيرها على الدولار ؟
تشير التوقعات في الأسواق إلى بيانات سوق العمل خلال يناير إيجابية بدعم هدوء وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد مؤخرا، بالإضافة إلى تحسن أداء الكثير من القطاعات الاقتصادية الأمريكية ، ومن المحتمل أن تكون بيانات شهر يناير الماضي أحد المحطات المهمة التي توضح مستقبل سوق العمل الأمريكي خلال العام الجديد بما يؤثر على الدولار بقوة.
وبالنظر لقراءة شهر ديسمبر التي يبدو فيها ضعف التوظيف، مع الأخذ في الاعتبار المؤشرات الدالة على بيانات الغد، فمن المتوقع أن يستمر البطالة بالاستقرار عند مستوياته الحالية 6.7%. ووفقا لتوقعات الأسواق، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد حوالي 68 ألف وظيفة خاصة بعد تراجع التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي بصورة قوية خلال ديسمبر الماضي.
تأثير بيانات سوق العمل على الدولار الأمريكي
في ظل إيجابية البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الأسبوع الجاري، سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعات قوية وسجل أعلى مستوياته منذ شهرين تقريبا، وتزامنا مع تلك البيانات الاقتصادية الصادرة مع العديد من التطورات المتعلقة بفيروس كورونا وإجراءات الإغلاق، بجانب المفاوضات حول حزمة التحفيز الضخمة الجديدة، فمن المتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير إيجابي على الدولار الأمريكي وبخاصة إذا جاءت أفضل من المتوقع مثلما كان الحال في بيانات التوظيف بالقطاع الخاص، وبالتالي منتظر أن يكون لهذه البيانات تأثير قوي على سوق العملات وتدعم استمرار صعود الدولار الأمريكي.
وعلى الجانب الاَخر، إذا جاءت البيانات سلبية وبأسوأ من المتوقع، فقد نشهد هبوطا للدولار وهذا السيناريو غير متوقع، ولكن في حالة حدوثه سيكون سيناريو سلبي للدولار أمام العملات وبخاصة إذا ما حدثت تطورات إيجابية فيما يتعلق بحزمة التحفيز الأمريكية المنتظرة والتي دائما ما يكون لها تأثير سلبي قصير المدى على الدولار الأمريكي.