عودة واشنطن وبكين لطاولة المفاوضات من جديد

أكدت كل من الولايات المتحدة والصين من جديد التزامهما بالمراجعة النصف سنوية لاتفاق المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بينهما، مما يدل على استعدادهما للتعاون حتى مع تصاعد التوترات بشأن قضايا مثل تدخل واشنطن في شؤون هونج كونج.

ومن خلال تلك المراجعة، سوف يناقش البلدان الخطوات التي تم اتخاذها من قبل الصين في ضوء التزامها بالمرحلة الأولي من الاتفاق، بما في ذلك ضمان حماية حقوق الملكية الفكرية وإزالة العوائق أمام الشركات الأمريكية في قطاعي الخدمات المالية والزراعة. وحسبما ورد من جانب وزارة التجارة الصينية، اتفق الجانبان على تهيئة الظروف لدفع الصفقة إلى الأمام والاستمرار بالالتزام بوعودهما.

وفي ضوء ذلك، تحدث الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خيه مساء الإثنين، وتم التركيز من الجانب الأمريكي علي الزيادات في مشتريات الصين من المنتجات الأمريكية، فضلا عن الإجراءات المستقبلية اللازمة لتنفيذ الاتفاقية.

هذا وكان من المقرر أن يتحدث الجانبان قبل أسبوعين كجزء من مراجعة لامتثالهما بعد ستة أشهر منذ أن دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 15 فبراير. لكن الرئيس دونالد ترامب قال إنه ألغى هذه الخطط لأنه غير راض عن أداء الصين بشأن دورها في إنقاذ العالم من وباء كوفيد 19

وقد جاءت المكالمة بين الطرفين في مساء اليوم الأول من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، حيث انتقد بعض المحللون الصداقة المزعومة لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن مع الصين. بينما تميز الرئيس دونالد ترامب بترشيحه الرسمي لولاية ثانية بخطاب تضمن تحذيرا من أن الصين سوف تسيطر بالكامل علي الولايات المتحدة إذا فاز بايدن في الانتخابات في نوفمبر.

مدي امتثال كل من البلدين:

يبدو أن بكين لاتزال بعيدة عما يجب أن تكون عليه للوفاء بوعودها بزيادة مشترياتها من السلع الزراعية الأمريكية. ستحتاج الصين إلى شراء حوالي 130 مليار دولار في النصف الثاني من هذا العام للامتثال لشروط الاتفاق الموقع في يناير الماضي، والتي بموجبها علي الصين شراء 200 مليار دولار إضافية من السلع والخدمات الأمريكية فوق مستوى الواردت في عام 2017، وعلي ذلك أن يحدث بنهاية من 2021.

ومن مظاهر امتثال الجانب الأمريكي، من المقرر أن تصل صادرات النفط الأمريكية إلى الصين إلى مستوى قياسي الشهر المقبل، من المقرر وصول حوالي 19 ناقلة محملة بالخام الأمريكي للدولة الآسيوية في سبتمبر.

ويجب ذكر أن ترامب قد أظهر نبرة تصالحية أكثر مما فعل في أوائل مايو، عندما هدد في بأنه سينهي الصفقة مع الصين إذا لم تظهر امتثالها للاتفاق. لكن في الأيام الأخيرة، بدا أكثر ارتياحا لامتثال بكين لاتفاق التجارة حتى مع اعتراضه بشأن تعامل الصين مع فيروس كورونا.

قبل المحادثات، ذكرت الوكالات الاخبارية أن الصين ستثير قضية حملة واشنطن الأخيرة على الشركات مثل TikTok و WeChat، ولكن لم يذكر الموضوع في تصريحات البلدين. طلبت شركة TikTok يوم الإثنين من المحكمة الأمريكية منع إدارة ترامب من فرض حظر على تطبيقها.

لكن أخيرا قد أحرزت الصين بعض التقدم في التزاماتها. عدلت اللوائح للسماح باستيراد مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية والغذائية الأمريكية، مع إزالة الحدود القصوى للأسهم الأجنبية في التأمين والأوراق المالية والعقود الآجلة. كما خفضت حواجز الأسواق المالية الأخرى وأعطت الضوء الأخضر لشركات مثل American Express و MasterCard و Fitch Ratings لدخول سوقها.