أمام تحد غير مسبوق... السعودية تُنظم موسم استثنائي للحج هذا العام
في ظروف استثنائية جدا بدأت مناسك الحج بتوجه 10 آلاف حاج من المقيمين داخل المملكة العربية السعودية في ظل إجراءات احترازية وقائية غير مسبوقة بسبب وضع فيروس كوورنا الذي تعيشه المملكة والعالم أجمع، إلا أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها المملكة السعودية يبقى خطر فيروس كورونا تحديا كبيرا تواجهه السلطات السعودية للحفاظ على سلامة الحجاج.
بداية موسم الحج وسط إجراءات استثنائية
بدأت أمس الأربعاء المناسك الأساسية لفريضة الحج في السعودية، بأعداد محدودة، وسط قيود وإجراءات استثنائية فُرضت هذا العام من قبل السعودية بسب فيروس كورونا المستجد، بهدف مساعدة الحجاج في قضاء الركن الخامس من أركان الإسلام دون أي أضرار تلحق بهم.
ولقد خضع المشاركون في الحج هذا العام لقياس درجة الحرارة، واختبارات فيروس كورونا قبل الوصول إلى مكة في نهاية الأسبوع الماضي. كما أنهم سيخضعون لحجر صحي قبل وبعد أداء المناسك مع إلزامهم بارتداء الكمامات الوقائية طوال فترة الحج.
ولقد توافد جموع حُجّاج بيت الله الحرام، اليوم الخميس والذين تقدر أعدادهم بنحو 10 اَلاف حاج إلى صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج، حيث تم تجهيز خيام الحجاج بعرفة وتعقيمها، كما تم تفير كل الاحتياجات الضرورية لهم من مظلات ووجبات، مع الالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي بين الحجاج، منذ لحظة قدومهم من مشعر منى إلى عرفات خلال وجودهم في مسجد نمرة.
وأعلن وزير الحج والعمرة السعودى، الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام، إلى عرفات، وفق البروتوكولات الوقائية المعتمدة من وزارة الصحة. مشيرا إلى أن الحجيج وصلوا إلى مسجد نمرة في الوقت المحدد وذلك لأداء صلاتي الظهر والعصر وحضور خطبة عرفة.
وأوضح بأن حجاج بيت الله الحرام سيمكنون من الوقوف على جبل الرحمة ، ومع غروب شمس هذا العام ستتم النفرة - إلى مشعر مزدلفة على أفواج متفرقة، وذلك بحسب البروتوكولات الصحية.
الأهمية الاقتصادية لموسم الحج والعمرة
تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن إيرادات السعودية من موسم الحج والعمرة تتجاوز 40 مليار ريال سنويا، تصب أغلبها في صالح شركات من القطاع الخاص، وتمثل نحو 4% من الناتج المحلي، وقد ترتفع هذه الإيرادات إلى حوالي 50 مليار ريال سنوياً مع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
ويعمل في السعودية نحو 757 شركة ومؤسسة في العمرة، وأكثر من 700 شركة تعمل في الحج، بينها 131 شركة في جدة وحدها و125 شركة في مكة المكرمة و101 شركة في الرياض و50 شركة في المدينة المنورة، ولقد بلغ عدد المعتمرين أكثر من 7.5 مليون معتمر حتى الموسم الماضي، وبلغ عدد الحجاج أكثر من 1.9 مليون حاج.
ويرتبط موسم الحج والعمرة، ليس فقط برحلات الطيران وقطاع الخدمات، حيث سيؤثر أي تراجع مستقبلي في إيرادات العمرة والحج، على صعيد الإنفاق الكلي، في قطاعات العقارات، والتوظيف والنقل والمواصلات والمواد التموينية والكماليات كالهدايا والتحف وغيرها، كما يترك الحج تأثيراته أيضا على ميزان المدفوعات، وكذلك على الاحتياطات الأجنبية للمملكة، إذ أن قدوم الحجاج يُنشئ طلبا ملحوظا على الريال لتغطية نفقات الحج، وهذا يشكل موردا هاما للدولة من العملات الأجنبية بالإضافة إلى دعم الريال السعودي.
وفي النهاية، سيكون التساؤل بعد انتهاء موسم الحج هل نجحت السعودية في تنظيم موسم الحج هذا العام؟ وإلى أي حد يمكن أن تساهم الإجراءات الوقائية في خروج الموسم بدون أي أضرار صحية على الحجاج؟ ومدى الخسائر الاقتصادية التي ستلحق بالمملكة وبكل القطاعات المرتبطة بتنظيم الحج هذا العام؟.