كل ما تحتاج معرفته عن تصويت سحب الثقة اليوم.. تأثيره على الاسترليني والبريكست
يعقد البرلمان البريطاني خلال الساعات القادمة جلسة تصويت على سحب الثقة من رئيسة الوزراء تيريزا ماي بعد أن أطلق حزب المحافظين تحدي القيادة، بما يضع مستقبل ماي في منصبها كزعيمة للحزب ورئيسة للوزراء تحت التهديد. وفي حالة التصويت لصالح الإطاحة بماي ستكون المملكة المتحدة أمام تحدي سياسي جديد في وقت حاسم مع حالة الانقسام حول مستقبل البريكست. تواجه ماي تصويت سحب الثقة من جانب أعضاء حزبها داخل البرلمان مساء اليوم.
لماذا تواجه ماي تصويت لسحب الثقة؟
بدأت ماي تلقي انتقادات محلية واسعة النطاق بعد الإعلان عن مسودة اتفاق البريكست والتي استقال على إثرها عدد من وزراء حكومة ماي، تبعهم عدد أقل داخل صفوف حزب المحافظين وذلك اعتراضاً على نهج ماي واستيراتيجية التفاوض مع الإتحاد الأوروبي. صرح البعض منهم أن المسودة تناقض الوعود التي تقدمت بها ماي إلى الشعب البريطاني خلال الأعوام الأخيرة، فيما رأى البعض الأخرى أن الاتفاق في صيغته الحالية تُبقي على خضوع المملكة المتحدة لسلطة الإتحاد الأوروبي بعد البريكست. وعلى الرغم من اختلافات الآراء، إلا أنه وبحسب قواعد الحزب فإن معارضة 15% فقط من أعضاء الحزب داخل البرلمان يكون كفيلاً لإجراء تصويت لسحب الثقة من زعيم الحزب. ومساء أمس تم الإعلان عن تجميع عدد الأصوات الكافية لإجراء التصويت، وهو ما تم تأكيده بشكل رسمي صباح اليوم في تنويه عن إجراء التصويت مساء اليوم.
متي يعقد التصويت
من المقرر أن يجرى التصويت مساء اليوم وتحديداً ما بين السادسة والثامنة مساءً بتوقيت جرينتش على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية في حوالي التاسعة. يصوت كافة أعضاء حزب المحافظين داخل البرلمان والذين يصل عددهم إلى 315 عضو. قبل التصويت من المتوقع أن تُلقي ماي خطاب رسمي أمام أعضاء الحزب قد يتم في تمام الخامسة.
كيفية التصويت
تحتاج تيريزا ماي إلى تصويت الأغلبية وإن كانت بفارق طفيف. رغم تأكيدات عدد من أعضاء حزب المحافظين عن دعمهم لموقف ماي واستعدادهم للتصويت في صالحها، إلا أن نتيجة التصويت سيكون لها دور محوري في توجيه المشهد السياسي الفترة القادمة. من بين 315 صوت، تحتاج ماي إلى 158 صوت على الأقل للاحتفاظ بمنصبها. وكانت أحدث الأنباء قد أفادت تأييد ما يصل إلى 160 عضو حتى الآن لموقف ماي. فيما صرح 4 أعضاء فقط بشكل علني نيتهم في التصويت ضد ماي اليوم.
هذا، وقد أكدت تصريحات عدد كبير من حزب المحافظين أن تغيير قيادة الحزب في الوقت الراهن يهدد الاستقرار السياسي داخل البلاد ويزيد من عدم اليقين. ورأى الكثيرون أن الإطاحة بماي من منصبها لن يصب في صالح المملكة المتحدة ولن يضيف جديد إلى اتفاق البريكست. كما طالب عدد من المحافظين بدعم موقف ماي وتجاوز الخلافات الحزبية سعياً وراء مصالح البلاد في هذا الوقت الحاسم.
نتيجة التصويت وتأثيرها على مستقبل الحكومة
في حالة الحصول على عدد الأصوات الكافية، تحصل ماي على الحصانة بما يضمن لها البقاء في منصبها لمدة عام آخر دون تهديد جديد بسحب الثقة أو الإطاحة بها. وتظل ماي زعيمة لحزب المحافظين كما تحتفظ بمنصبها كرئيسة للوزراء. لكن هل هذا كافياً لضمان استمرارية ماي في منصبها؟ لاتزال مخاوف تقدم ماي باستقالها قائمة خاصة مع ارتفاع نسب المعارضة المحلية واستمرار رفض البرلمان لخطة البريكست التي تقدمت بها. لكن في تلك الحالة سيكون القرار شخصي، ولا يمكن توقع حدوثه في الوقت الراهن.
أما في حالة التصويت ضد ماي بالأغلبية، تجبر ماي على الاستقالة من منصبها كزعيمة للحزب ورئيسة للوزراء. ويبدأ دور حزب المحافظين في إبجاد بديل مؤقت لها لحين عقد انتخابات عامة. من المفترض أن يتقدم الحزب بمرشحين فقط، ثم تجرى عملية تصويت بين أعضاء الحزب حول البلاد والذين يصل عددهم إلى نحو 120 ألف عضو لاختيار زعيم الحزب. عادة ما تستغرق تلك العملية نحو 6 أسابيع، إلا أن تكرارها في الوقت الحالي قد يتم بوتيرة أسرع نظراً للأوضاع الحالية واقتراب موعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
تصويت سحب الثقة والبريكست
اضطرت تيريزا ماي إلى تأجيل تصويت البرلمان على اتفاق البريكست الذي كان من المقرر بالأمس، وذلك تخوفاَ من أن يواجه رفضاً قوياً من قبل أعضاء المجلس. وفي حين أن الحكومة لم تحدد موعد بديل، إلا أنها تعهدت بإجراء التصويت قبل 21 يناير المقبل. وخلال مثولها أمام البرلمان صباح اليوم، أكدت ماي أن تغيير قيادة الحكومة في الوقت الحالي يصعب إتمام التصويت في الوقت المحدد بما يزيد مخاطر خروج بريطانيا دون اتفاق من الإتحاد الأوروبي ما لم تمديد المادة 50. وترى ماي أن كلا السيناريوهان يهددان الصالح البريطاني.
تحركات الجنيه الاسترليني حسب نتائج التصويت
بدأ الجنيه الاسترليني بالفعل في تقليص خسائره خلال الساعات الأخيرة، وذلك بدعم من ارتفاع الأصوات الداعمة لموقف ماي بما يزيد فرص فوز ماي بالتصويت والاحتفاظ بمنصبها. ويتداول الاسترليني حالياً على ارتفاعات يومية تتجاوز 1.40% أمام الدولار عند مستويات الـ 1.2660. وفي حالة التصويت لصالح ماي قد نشهد صعود قوي للاسترليني من المرجح أن يمتد لمستويات الـ 1.27 وقد نشهد عودة الزوج إلى 1.28 من جديد. على الجانب الأخر، فإن خسارة ماي قد تكبد الاسترليني خسائر حادة نحو 1.24، 1.23.