ما نستنتجه من بيان الفائدة الأمريكية، ولماذا ارتفع الدولار مباشرة؟
أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة كما هي بالأمس عند نسبة 1.00% كالمتوقع. وقد ارتفع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية في أعقاب صدور بيان الفائدة. فقد ارتفعت العملة الخضراء مستهدفة اعلى مستوياتها عند 99.30 قبل أن يعود الضغط البيعي للاستحواذ على التداولات من جديد.
الأسباب التي دعمت ارتفاع الدولار الأمريكي بعد صدور بيان الفائدة
- الإبقاء على قرار الفائدة كان بالإجماع
فبعما كان هناك تباين في الآراء خلال اجتماع مارس المنصرم عندما تم اتخاذ قرار رفع الفائدة لأول مرة خلال عام 2017 إلى نسبة 1.00%. اجتمع كافة الأعضاء بالأمس على عدم إجراء أي تعديلات على السياسة المتعبة في الوقت الراهن، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الدولار الأمريكي مع عدم وجود تشتت بين أعضاء الاحتياطي الفيدرالي.
- تجاهل ضعف بيانات سوق العمل في مارس
على الرغم من بيانات سوق العمل التي جاءت مخيبة للأمال في مارس الماضي، إلا أن الاحتياطي الفيدرالي قد أطل علينا بالأمس ليؤكد على مواصلة قطاع سوق العمل نموه بوتيرة قوية، وأن معدلات البطالة مستقرة قرابة أدنى مستوياتها. فقد تجاهل الفيدرالي الأمريكي إضافة سوق العمل 98 ألف وظيفة فقط في مارس، أقل من 100 ألف وظيفة التي أشار البنك مسبقًا أن تلك المستويات تدعم الاستمرار في وتيرة التشديد النقدي.
- بث الطمأنينة في الأسواق بعد تباطؤ نمو الناتج المحلي
فقد أظهرت البيانات الأسبوع الماضي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام بنسبة 0.7% فقط، حيث تعتبر تلك ابطأ وتيرة نمو منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام. ولكن يبدو أن ضعف بيانات الناتج المحلي لم يكن مصدر قلق للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالأمس. فقد أشار بالأمس أن تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في مطلع العام الجاري ما هو إلا فترة عابرة، وسرعان ما سيعود ليستأنف نموه بوتيرة معتدلة من جديد الفترة المقبلة.
- تفاؤل الاحتياطي الفيدرالي حيال نمو القطاعات
وفيما يتعلق بالقطاعات المختلفة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ظل الاحتياطي الفيدرالي متفائلاً بوجه عام. ففي الوقت الذي تباطأ نمو الانفاق الشخصي، أكد البنك أن الأسس التي يقوم عليها نمو الاستهلاك قوية، فضلاً عن ارتفاع استثمارات الأعمال بوتيرة ثابتة.
وعن معدلات التضخم، أشار الاحتياطي الفيدرالي أن التضخم مستمر في وتيرة تعافيه مقتربًا من الهدف المحدد من قبل البنك عند 2%، وأن تطلعات التضخم على المدى الطويل مازالت مستقرة.
- تنامي توقعات رفع الفائدة في يونيو
ولعل من أبرز الأسباب التي دفعت الدولار الأمريكي للارتفاع يعود إلى زيادة توقعات رفع الفائدة الأمريكية في يونيو من 70.5% إلى 73.8%. وتحسنت تكهنات رفع الفائدة مرتين بخلاف الرفع في مارس من 50.9% إلى 53.9%.
إطلع أيضًا على: