خمسة أسباب تجعل الانتخابات البريطانية تدفع الاسترليني للصعود
أطلت علينا رئيسة الوزراء تيريزا ماي اليوم لتعلن عن انعقاد انتخابات مبكرة يوم 8 يونيو المقبل، حيث أشارت أنه من الأفضل أن يتم عقد تلك الانتخابات قبل الخوض في رحلة مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي لافتة أن هذا الأمر سيعوق مرحلة المفاوضات بالتأكيد في وقتٍ ما (عقد انتخابات مبكرة في بريطانيا والاسترليني يشهد تقلبًا).
ومن جانبها أكدت رئيسة الوزراء البريطانية أن الخروج من الاتحاد الأوروبي أمر لا مفر منه سواء كانت حكومتها هي المتزعمة هذا الأمر، أو أي حكومة أخرى. وقد شهد الاسترليني بعض التقلبات بعد تلك التصريحات إثر ارتفاع حالة عدم اليقين. فتراجع الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى المستوى 1.2510، قبل أن تندفع العملة مقابل أغلب العملات الرئيسية، ليرتفع زوج الاسترليني دولار بنسبة 1.31% ليسجل مستويات قياسية لم يصل لها السعر منذ بداية العام الجاري. بل وازدادت التوقعات التي تصب لصالح استمرار الدعم الشرائي للاستحواذ على تداولات العملة الفترة المقبلة لتلك الأسباب:
- استعداد الأسواق لفوز ماي في الانتخابات:
فبعدما استقال ديفيد كاميرون بشكل مفاجىء عقب صدور النتائج النهائية للاستفتاء البريطاني في يونيو الماضي. وبعد أن انسحب المرشحين واحد تلو الأخر لتفوز تيريزا ماي في النهاية بدون إجراء أي انتخابات. أصبحت الأسواق أكثر استعدادًا لفوزها في الانتخابات القادمة خاصة بعدما حصل حزبها على أغلبية الأصوات في البرلمان. هذا ومن شأن الفوز في الانتخابات المقبلة أن يمنحها القدرة على اتخاذ كافة التدابير الضرورية خلال رحلة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي على مدار العامين المقبلين. فقد كانت تيريزا ماي طوال الفترة الماضية المتصدرة لحملة مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبالتالي لن تنصاع بسهولة لرغبات الاتحاد الأوروبي، حيث ستحاول جاهدة الخروج بأفضل المكاسب لبلادها. الأمر الذي سيدعم تداولات الاسترليني في النهاية. وأشارت أخر استطلاعات الرأي أن هنا نسبة 48% من المواطنين واثقون من قدرة ماي على الخوض في مرحلة المفاوضات وحصولها على أفضل صفقة مع الاتحاد الأوروبي تأتي لصالح بلادهم.
- إجراء تعديلات في الحكومة:
ففوز ماي في الانتخابات سيعطيها صلاحيات إجراء تعديلات على الحكومة ولن تكون هناك انتقادات موجهه إليها بالشكل الذي تتلقاه في الوقت الراهن. ومن المتوقع أن تقوم بالتخلص نهائيًا من أكبر معارضي الخروج من الاتحاد الأوروبي "بوريس جونسون" والذي كان ينتقد ماي دائمًا ويدعوها بتبنيها الخروج البطيء من الاتحاد الأوروبي. فمن المتوقع أن تتغلب على محادثات الخروج حالة من التأني والحذر تحت ولاية ماي والتي ستهدىء بالتأكيد من روع الأسواق على عكس رغبة منافسيها في الخروج سريعًا من الاتحاد الأوروبي والذي قد ينتج عنه العديد من التنازلات.
- تراجع شعبية حزب الاستقلال:
فكان حزب الاستقلال مفتاح ضغط لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون لعقد استفتاء بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي. ولكن يبدو أن شعبية الحزب قد تراجعت في الآونة الأخيرة لتجعلنا نعتقد أنهم سيكون الأقلية في البرلمان المقبل. ومن شأن ذلك أن يضعف المطالبات حول إنهاء الحكومة مرحلة المفاوضات سريعًا. الأمر الذي سيدعم الاسترليني الفترة المقبلة، حيث سيكون أمام ماي المزيد من الوقت حتى عام 2019 للحصول على أفضل صفقة مع الاتحاد الأوروبي.
- عقد انتخابات يساهم في تقنين الاضطرابات التي قد تطرأ:
فعقد انتخابات في الوقت الراهن سيقضي على أي مطالبات بشأن عقد أي انتخابات أخرى لمدة خمسة أعوام. وبالتالي سيساهم هذا الأمر في تقنين الاضطرابات التي قد تطرأ على الأسواق المالية الفترة المقبلة. وستتفرغ ماي بشكل كامل لرحلة مفاوضتها مع الاتحاد الأوروبي، وبالطبع سيقلل من حالة عدم اليقين المسيطرة على الأوضاع البريطانية والتي قد تستمر لفترة من الوقت.
- التحكم في مخاطر تفكك المملكة المتحدة:
فقد تزايدت المطالبات جراء عقد استفتاء في اسكتلندا حول الخروج نهائيًا من المملكة المتحدة باعتبارها من أكبر مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث تستخدم اسكتلندا هذا الاستفتاء كأداة ضغط على الحكومة البريطانية. ولكن مع إجراء ماي انتخابات في يونيو، من المتوقع أن يساهم هذا الأمر في التحكم في مخاطر تفكك المملكة المتحدة مع إثبات الحكومة البريطانية أنها ستأتي برغبة كافة المواطنين داخل المملكة المتحدة، وبالطبع ستقلل من مطالب خروج اسكتلندا ليدعم هذا الجنيه الاسترليني من جديد.