أسعار النفط تتراجع مع تصاعد المخاوف بشأن انتاج النفط الأمريكي
واصل الضغط البيعي استحواذه على تداولات النفط، حيث تراجعت أسعار العالمية بنسبة 1% مع افتتاح أولى جلسات الأسبوع. وتراجع خام برنت إلى أدنى مستوياته عند 51.20 دولار للبرميل، بينما تراجع النفط الخام إلى مستويات 48.00 دولار للبرميل من جديد.
وتراجعت العقود الآجلة للنفط الخام في إبريل المقبل بنسبة 1.3% إلى 48.17 دولار للبرميل. على الجانب الأخر، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت في مايو المقبل بنسبة 0.8% إلى 51.33 دولار للبرميل. ولكن ما الأسباب وراء تراجع أسعار النفط بتلك الوتيرة؟
النفط الأمريكي:
فمازالت المخاوف المتلعقة بزيادة الولايات المتحدة الأمريكية معدلات انتاجها النفطي تلوح في الآفق. فقد استفاد النفط الصخري من تطبيق الأوبك اتفاقية خفض الانتاج لتشهد معدلات انتاج النفط الأمريكي ارتفاعًا بوتيرة لم تشهدها الأسواق طوال العامين الماضيين.
ومن المتوقع أن ترتفع المخزونات بشكل قوي في الفترة القادمة خاصة بعدما ارتفعت منصات الحفر من 617 إلى 631 لتستقر بذلك قرابة أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2015. ويجدر بالذكر أن منصات الحفر قد سجلت ارتفاعًا للمرة 34 على التوالي على مدار 37 أسبوع. وارتفعت منصات الحفر بنسبة 2.3% خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت بنسبة 63% على أساس سنوي.
وازدادت التوقعات التي تصب لصالح استمرار ارتفاع انتاج النفط الصخري الفترة المقبلة مع اعتزام ترامب دعم قطاع الطاقة وتقديم الدعم اللازم للشركات والمؤسسات المنتجة للنفط لزيادة نشاط الحفر داخل البلاد. الأمر الذي سيدعم في نهاية الأمر ارتفاع الانتاج الأمريكي ليُثقل بدوره على الأسعار العالمية مع وجود وفرة في المعروض النفطي.
اتفاقية الأوبك:
ولعل من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في زيادة الضغوط على تداولات النفط عدم امتثال الدول المنتجة للنفط خارج الأوبك تطبيق اتفاقية خفض الانتاج في الأسواق بالشكل المتفق عليه. إلا أن تصريحات وزير النفط الروسي التي تتضمن اعتزام روسيا خفض الانتاج بمقدار 300 ألف برميل بحلول يونيو المقبل قد هدأت من روع الأسواق إلى حد ما بشأن زيادة المعروض النفطي.
ولكن تبقى الأسواق متفائلة حيال استمرار تطبيق الأوبك الاتفاقية في الأسواق بعدما أكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح على استعداد الأوبك لمد اتفاقية خفض الانتاج لنهاية العام الجاري إذا استدعت الأوضاع لدعم استدامة تعافي أسعار النفط العالمية. وقد أضاف قائلاً بأن استقرار متوسط مخزونات النفط العالمية عند أعلى مستوياتها على مدار الخمسة أعوام الماضية سيجبر المنظمة على تمديد الاتفاقية.
تنامي مخاوف تباطؤ النمو العالمي من جديد:
فقد تراجعت أسعار النفط بشكل قوي في بداية التداولات الأسبوعية على إثر زيادة حالة عدم اليقين بشأن الوضع الاقتصادي العالمي. فقد أطل علينا المتحدث الرسمي بإسم الحكومة البريطانية اليوم ليؤكد على أنه من المقرر أن تعلن تيريزا ماي عن تفعيل المادة 50 رسميًا، الأمر الذي قد يتسبب الضغط على الاستثمارات في الوقت الراهن لحين الخوض في مرحلة المفاوضات ومعرفة نوايا كلا الطرفين.
ومن الناحية الفنية، نجد أن أسعار النفط تواصل تراجعها ليجرى تداولها حاليًا قرابة خط الاتجاه الصاعد. وتبقى توقعاتنا السلبية قائمة للنفط الفترة القادمة خاصة مع استمرار جني الزخم السلبي على مؤشر MACD وكسر السعر لخط الاتجاه والاستقرار أسفل المستوى 47.10 دولار للبرميل، حيث من المتوقع أن تصل الأسعار إلى المستوى 44.77 دولار للبرميل. أما في حالة فشل النفط في الاستقرار أسفل خط الاتجاه الصاعد، فقد نراه من جديد قرابة المستوى 49.60 دولار للبرميل.