على الرغم من تباطؤ إجمالي الناتج المحلي الاسترالي، مازال يعكس تماسك الاقتصاد

أظهرت البيانات الصادرة من مكتب الإحصاء الاسترالي صباح اليوم نمو إجمالي الناتج المحلي في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 0.6%، وعلى الرغم من تباطؤ نموه عن الربع الثالث الذي سجل وقتها 0.9% وتمت مراجعته ليسجل 1.1% لتعتبر بذلك أعلى نسبة نمو منذ عام 2012، إلا أنها جاءت أفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.5% فقط.

وقد أرجع مكتب الإحصاء الأسباب التي دعمت هذا النمو إلى معدلات الإنفاق الاستهلاكي للأسر بنسبة 0.8% في الربع الأخير والذي ساهم في هذا النمو بنسبة 0.4%، حيث تراجعت قيمة المدخرات لأدنى مستوياتها منذ عام 2008، بينما ساهم كل من الصادرات والواردات بنسبة 0.6% من إجمالي النمو. وأيضًا يجب ألا نغفل عن نشاط قطاع الإسكان وبناء المنازل الجديدة في ظل معدلات الفائدة المنخفضة لترتفع الاستثمارات في هذا القطاع بنسبة 2.2%  ليساهم في نمو إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.1%

أما على الجانب الأخر، فالعوامل التي شكلت ضغوطًا على إجمالي الناتج المحلي كان أهمها تراجع الاستثمارات في قطاع التعدين، فقد تراجعت معدلات الانفاق الاستثماري في هذا القطاع بنسبة 0.2% في الربع الأخير من عام 2015. وكما أشار بيان الفائدة الصادر عن البنك الاحتياطي الاسترالي بالأمس أنه على الرغم من استمرار نمو القطاع الغير التعديني في استراليا خلال عام 2015، استمر تراجع الانفاق الاستثماري في القطاع التعديني.

هذا وقد شهد الاقتصاد الاسترالي نموًا بنسبة 3% في الربع الأخير مقارنة بالعام الأسبق ليعتبر أسرع وتيرة نمو منذ الربع الثاني من عام 2014، بينما كان متوسط التوقعات تشير إلى 2.5% فقط.

لذا يمكننا الاستنتاج استمرار تماسك الاقتصاد الاسترالي على الرغم من العقبات التي تقف عائقًا أمام تحسنه، الأمر الذي دفع الاحتياطي الاسترالي بالأمس الإبقاء على معدلات الفائدة كما هي عند 2% مع إشارته في البيان إلى المخاطر العالمية التي تواجه الاقتصاد أهمها التراجع الحاد في أسعار السلع، فقد أدى تراجع أسعار النفط إلى زيادة الضغوط على معدلات التضخم وتراجع الاستثمارات في قطاع التعدين، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين باعتبارها من أكبر الشركاء التجاريين مع استراليا، ليتفق الأعضاء في النهاية إلى أن خيار خفض الفائدة مازال مطروحًا في الفترة القادمة لدعم معدلات الطلب.

في النهاية، طابقت بيانات إجمالي الناتج المحلي توقعاتنا بتباطؤ نمو إجمالي الناتج المحلي في الربع الأخير من العام الماضي

أما بالنظر إلى زوج الاسترالي دولار فقد شهد ارتفاعًا عقب صدور البيانات ليسجل أعلى مستوياته عند 0.7242، إلا أنه قد فشل في الحفاظ على مكاسبه ليتم تداوله حاليًا قرابة المستوى 0.7225، ولكن بوجه عام تبقى توقعاتنا الإيجابية قائمة مع بدأ جني الزوج للزخم الإيجابي كما هو موضح على مؤشر الماكد.