بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ملف يجذب الأضواء
ماذا سوف يحدث في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ يقول البعض بأن خروجها قد يعني أنها سوف تشبه الجزيرة المعزولة اقتصاديًا والبعض يقول أنها سوف تصبح مثل هونج كونج، اقتصاد قائم في حد ذاته لتعود كسابق عهدها قبل دخولها في الاتحاد.
وقد صرح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأنه سوف يجري استفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عام 2017 الأمر الذي تسبب في وجود حيرة في الأسواق حول مدى تأثير حدوث ذلك على الاقتصاد البريطاني ولهذا سوف نستعرض معًا أهم النقاط المترتبة عليه:
في حقيقة الأمر سوف يكون هناك إيجابيات وسلبيات ناجمة عن خروجها، فعلى سبيل المثال ستحتاج بريطانيا إلى اتخاذ إجراءات لاستيعاب التحولات الداخلية، ووضع قوانين بديلة للقوانين الأوروبية مع قطاعات بريطانية واسعة كانت تستفيد منها، وأبرز مثال هنا هو ولايتي وِست ويلز وكورنوول واللتان تستفيدان من تمويل الاتحاد الأوروبي لصالح التنمية والمشاريع المجتمعية وغيرها، وهو تمويل وصل لحوالي 4.5 مليار إسترليني على أساس سنوي.
هذا، بالإضافة إلى ذلك سوف يواجه المجال الزراعي ضغوطًا قوية بعد إلغاء الدعم الأوروبي عن الفلاحين البريطانيين وسوف تزداد المنافسة في القطاع الزراعي والصناعي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وسيصبح البريطانيين المتواجدين في دول الاتحاد الأوروبي مهاجرين غير شرعيين وسوف تتأثر الصادرات البريطانية نظرًا لفرض قيود جديدة عليها حيث يمكن فرض ضرائب عليها كما سيكون من الصعب تدفق رؤوس الأموال الأوروبية إلى الأسواق البريطانية مما سوف يضعف الوضع المالي بشكل عام.
على صعيد آخر، لا يبدو أن بريطانيا ستتراجع بالكامل كدولة هامشية نظرًا لقوتها كاتحاد منفصل، فلندن هي واحدة من أبرز المراكز المالية والاقتصادية في العالم، كما أنها ستوفر بخروجها 8 مليارات إسترليني تدفعها سنويًا للاتحاد الأوروبي لتمويل ميزانيته، وستستطيع إنفاق تلك الأموال في الداخل، أضف إلى ذلك أن بريطانيا تملك القدرة على تعزيز الروابط مع دول الكومنوولث، والتي سترحب بالدور البريطاني، لاسيما كندا وأستراليا والهند، كما تملك تحويل قبلتها الاقتصادية والسياسية نحو الولايات المتحدة بشكل أكبر.
ومع ذلك، وعلى عكس ما يعتقده الكثير، وبحكم وجودها جغرافيًا في القارة الأوروبية في نهاية الأمر، ستبدأ بريطانيا مفاوضات طويلة لإيجاد صيغة جديدة للتعايش مع بروكسل، والحل المتاح والأبرز حاليًا هو الخروج من الاتحاد مع البقاء داخل المنطقة الاقتصادية الأوروبية، والتي تضم النرويج، وهي صممت خصيصًا للدول التي رفضت عضوية الاتحاد واليورو، ولكن لا تريد أن يتم معاملتها ومواطنيها وشركاتها كبلد أجنبي مثله مثل الصين أو الهند يخضع للجمارك، وهو ما سيعطي المال البريطاني سهولة التواجد في سوق أوروبا دون التقيد بسياساتها، أما الحل الثاني فهو بلورة اتفاقية ثنائية بين لندن وبروكسل مثل تلك التي تملكها سويسرا غير العضوة هي الأخرى.
فوائد، وجود بريطانيا في الاتحاد الأوروبي:
- سهولة نقل البضائع وتصديرها إلى باقي دول الاتحاد
- الشركات الكبرى الأوروبية توفر الملايين من فرص العمل
- المجال الزراعي هو المستفيد الأكبر
- الاستفادة من الخبرات المتواجدة في الاتحاد الأوروبي
- سهولة عمل البريطانيين في دول الاتحاد
عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:
- حصول بريطانيا على حريتها لعقد صفقات تجارية مع بقية الدول خارج الاتحاد الأوروبي
- ستخسر بريطانيا تأثيرها العسكري والدولي القوي
- أمريكا لن تنظر إليها كحليف عسكري قوي
- خسارة العديد من الوظائف في العديد من المجالات
- السيطرة على الحدود البريطانية والتحكم في المهاجرين الوافدين من الدول الأوروبية
- لن تتبع قوانين الاتحاد في العديد من المجالات مثل الزراعة والتجارة
و بغض النظر عن هذه الحلول السابقة المقترحة، حذرت بعض الشركات الكبرى ومنها شركة "بي ام دبليو" و"فورد" رئيس الوزراء من الخروج من الاتحاد، باعتبار أنه سيأتي بعواقب هدامة بالنسبة للاقتصاد البريطاني.
ومن الممكن أن يثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أزمات سياسية أخرى في البلاد، وخاصة بعد إعلان الوزيرة الأولى في أسكتلندا، نيكولا ستورجيون، أن خروج بريطانيا قد يثير استفتاء آخر على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، وهو ما يعني أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد لا يؤدي إلى مشاكل سياسية واقتصادية كبيرة للبلاد فقط، بل قد يؤدي إلى تفكك المملكة المتحدة.