السيناريو المتوقع للمؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي هذا الأسبوع

 الجميع يستعد لقرار الفائدة الأوروبية التي من المتوقع أن يتم الإبقاء عليها دون تغيير 0.05% والمؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي يوم الخميس المقبل لرؤية ما إذا كان ضعف البيانات الأخيرة بمنطقة اليورو سيجبر المركزي الأوروبي إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات التسهيلية لدعم النمو الاقتصادي أم أنه سوف يفضل الانتظار لرؤية المزيد من البيانات، ولهذا سوف نستعرض معًا البيانات الصادرة مؤخرًا وتأثيرها المحتمل على قرارات البنك والسيناريوهات المتوقعة وتأثيرها على اليورو.

أولًا: التضخم والبيانات الاقتصادية

عند الحديث عن البيانات الاقتصادية يجب أن يأتي مؤشر أسعار الستهلكين في مقدمة البيانات وقد انزلق المؤشر الذي يقيس التضخم إلى النطاق السلبي مرة أخرى بنسبة -0.1% على أساس سنوي كما سجل المؤشر بقيمته الأساسية نسبة 0.9% على أساس سنوي وتم مراجعة القراءة السابقة من 1% إلى 0.9% هذا، بالإضافة إلى انزلاق مؤشر أسعار المستهلكين الألماني إلى النطاق السلبي أيضًا بنسبة -0.2% مقابل النسبة السابقة عند 0.0% واستمر تراجعه في إسبانيا وإيطاليا، مما يشير إلى أن نسب التضخم لا تزال بعيدة كل البعد عن النسبة التي يستهدفها المركزي الأوروبي عند 2% لتتزايد بذلك مخاطر الركود مرة أخرى، ويُذكر أنه قبل الإعلان عن بدء التيسير النقدي في يناير كانت نسبة معدلات التضخم -0.6% وبدأت في التعافي التدريجي بعد بدءه في مارس حتى وصلت إلى 0.3% خلال مايو إلا أن ضعف النمو العالمي وتراجع أسعار الطاقة وراتفاع قيمة اليورو حد من هذا التعافي ودفع بها مجددًا إلى النطاق السلبي مما ينذر باتخاذ المركزي الأوروبي المزيد من القرارات التسهيلية خلال هذا الاجتماع.

ارتفعت معدلات البطالة من 10.9% خلال شهر يوليو  إلى 11% خلال شهر أغسطس كما شهدت أغلب مؤشرات مديري المشتريات تراجعًا ببعض دول منطقة اليورو وتخلت مبيعات التجزئة عن تعافيها لتستقر حاليًا عند المستويات الصفرية وتبعها مؤشر سنتكس لثقة المستثمرين بتراجعه من 13.6 إلى 11.7 بأسوأ من المتوقع ونختتم بتراجع الفائض التجاري من 22.4 مليار يورو إلى 19.8 مليار يورو خلال أغسطس الماضي. بوجهٍ عام لم تأتي اية بيانات تخفف من النظرة السلبية للاقتصاد بمنطقة اليورو وتعمل جميعها في صالح النظرة التشاؤمية للبنك خلال اجتماع يوم الخميس المقبل.
 

ثانيًا: قيمة اليورو

من المعروف أن سعر صرف يلعب دورًا هامًا في تحديد معدلات التضخم إذ أن انخفاض قيمة العملة يعني ارتفاع أسعار السلع والخدمات وهو ما يعنيه التضخم. سجل اليورو ارتفاعًا ملحوظًا أمام أغلب العملات الرئيسية ولا سيما الدولار الأمريكي، فبعد تلاشي توقعات قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة في وقت قريب سجل اليورو دولار أعلى مستوى له عند 1.1494 والذي يعد أعلى مستوى له منذ الاثنين الأسود بالولايات المتحدة، جدير بالذكر أن اليورو قد سجل أدنى مستوياته أمام الدولار يوم 13 مارس عند المستوى 1.0461 ويجري تداوله حاليًا قرابة المستوى 1.1320 بارتفاع بنحو 5% ومما لا شك فيه ان ارتفاع قيمة اليورو يحد من ارتفاع معدلات التضخم وتقليل القدرة التنافسية للصادرات الأوروبية. كما أن ارتفاع اليورو حاليًا يدعمه استخدامه كعملة تمويلية يلجأ المستثمرين إلى اقتراضها واستخدامها في الاستثمار في الأصول ذات العائد الأعلى خارج منطقة اليورو وهو ما لا يرغب فيه المركزي الأوروبي.

ثالثًا: تراجع أسعار الطاقة وضعف النمو العالمي

أشار دراجي مرات عديدة أن لتراجع أسعار الطاقة تأثير سلبي على معدلات التضخم ويلاحظ حاليًا أن النفط حاليًا يجري تداوله قرابة المستوى 46 دولار للبرميل مع توقعات باستمرار تراجعه خلال الفترة المقبلة. ومن ناحية أخرى، ضعف الطلب العالمي ولا سيما من قبل الصين يقلل من الصادرات الأوروبية لها، إضافة إلى ذلك أزمة فولكس فاجن التي قد تظهر آثارها السلبية على الاقتصاد الألماني خلال الفترة المقبلة.

رابعًا: أهم النقاط التي قد يتضمنها حديث دراجي والتي سوف تدعم تراجع اليورو

• زيادة حجم برنامج التيسير النقدي
• خفض توقعات التضخم على المدى القصير والمتوسط
• الحديث عن الآثار السلبية لتراجع أسعار الطاقة على التضخم
• الحديث عن التأثير السلبي للأوضاع الاقتصادية العالمية على اقتصاد المنطقة
• الحديث عن التأثير السلبي لارتفاع اليورو الأخير على النمو الاقتصادي

بوجهٍ عام تبقى توقعاتنا سلبية لليورو خلال المؤتمر الصحفي خاصة في حال ذكر النقاط السابقة ومن أهمها تعديل برنامج التيسير النقدي ولكن لا يزال هناك فرصة لتمهل البنك المركزي الأوروبي قبل اتخاذ قرارات جديدة حتى نهاية العام الجاري. هذا، ويمكنم متابعة التغطية الحية لخطاب دراجي على موقعنا، تابعونا.

قم بالتصويت للإطلاع على توقعات زوار موقع المتداول العربي: