لا يزال هناك مزيد من الهبوط في أسعار النفط .. إليك الأسباب
لا يجب شعور مشترين النفط بالإطمئنان التام نتيجة لتعافي الأسعار خلال الآونة الأخيرة عقب أن سجلت ارتفاعًا بنسبة 40% من أدنى مستوياتها على مدار ستة أشهر، فإن لم تشهد معدلات الطلب ارتفاعًا خلال الفترة المقبلة فمن المتوقع أن تزداد الضغوط على أسعار النفط مرة أخرى، خاصًة في ظل عدم إيجابية الأوضاع الحالية والتي تظهر من خلال العوامل التالية:
- تباطؤ معدل الطلب على النفط
فقد أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الثلاثاء عن توقعاتها بإرتفاع معدل الطلب العالمي على النفط بقيمة 1.3 مليون برميل فقط يوميًا ليصل إلى 94.58 مليون برميل خلال العام المقبل، بينما متوقع ارتفاع معدل الاستهلاك الأمريكي من النفط بمعدل 0.4% خلال نفس الفترة ليصل إلى 19.44 مليون برميل يوميًا، والذي يعد أدنى مستوى مما كان عليه في عام 2008.
- الاستهلاك الصيني
من المتوقع ارتفاع معدل الطلب الصيني على الوقود بنسبة 3.1% فقط خلال العام المقبل ليصل إلى 11.34 مليون برميل يوميًا، ذلك وفقًا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة، بينما في المقابل ازدادت توقعات صندوق النقد الدولي بإرتفاع معدل نمو الاقتصاد الصيني ليسجل 6.8% هذا العام والذي يعد أبطأ وتيرة نمو منذ 2008.
- وفرة المعروض من النفط
فقد ساعد التراجع في أسعار النفط منذ الصيف الماضي على تعزيز توقعات معدلات الطلب، وقد صرحت الوكالة بإستمرار التوقعات بإرتفاع معدل الإنتاج العالمي من النفط بنسبة أكبر من معدل الاستهلاك خلال عامي 2015 و2016، والذي سوف يعمل على زيادة معدل المخزون بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول.
هذا، ومن المتوقع زيادة حجم إنتاج الولايات المتحدة من النفط سنويًا حتى عام 2020، ليرتفع بنسبة 14% وفقًا لتوقعات وكالة إدارة الطاقة الأمريكية السنوية، بينما متوقع ارتفاع معدل الطلب على النفط بنسبة 3% خلال نفس الفترة.
كما توقعت مؤسسة Goldman Sachs ارتفاع معدل الإنتاج العالمي من النفط بنسبة 1.7% ليصل إلى 95.1 مليون برميل يوميًا، بينما متوقع ارتفاع معدل الطلب بنسبة 1.5% ليصل إلى 93.9 مليون برميل يوميًا.
ومن ناحية أخرى، فإن احتمالية توصل إيران إلى إتفاق مع القوى الدولية ورفع العقوبات الغربية على طهران يزيد من التوقعات بإرتفاع معدل الإنتاج العالمي خاصًة عقب تصريح وزير البترول الإيراني بضرورة استعداد أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) لإنتاج إيران لمزيد من النفط عقب رفع العقوبات.
نستنتج مما سبق، أنه من المتوقع أن نشهد بعض التعافي في معدلات الطلب العالمي على النفط ولكن لن يكون هذا التعافي كافيًا لسد الفجوة بين الطلب والزيادة الكبيرة في معدلات الإنتاج، والذي بدوره سوف يؤثر على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة