نظرة شاملة على الذهب وهبوطه الأخير.
خيم الحذر أمس على أغلب الأسواق المالية قبيل اجتماع وزراء المالية الأوروبيين أمس لمناقشة مستقبل اليونان، ويبدو أن أغلب المستثمرين ابتعدوا عن المخاطرة خوفا من تكرار ما حدث مع الفرنك السويسري، خاصة وأن موضوع اليونان والمركزي الأوروبي من أكثر الموضوعات محل النقاش في الفترة الأخيرة. إضافة إلى المشاكل الجيوسياسية في أوكرانيا، ودخول اقتصاد اليورو إلى دوامة التيسير النقدي - على حد تعبير أغلب المحللين الاقتصاديين- مما زاد من ارتفاع زخم التحليلات والتوقعات خلال الفترة الأخيرة تحسبا لوقوع أزمة جديدة.
صحيح أن الساحة أصبحت أكثر اتساعا أمام الدولار الأمريكي والذي ما زال يُشعل الأسواق المالية بوتيرة تعافي يمكن وصفها إلى الآن بالمعتدلة، إلا أنه قد لا يكون هذا هو سبب الأساسي لهبوط الذهب، ويبدو أن السبب وراء التراجع هو أن المستثمرين عموما دخلوا في حالة من الترقب وإعادة تقييم لاستثماراتهم خاصة مع زيادة زخم الأخبار والقرارات المالية والأقتصادية التي تم اتخاذها منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، ويتضح ذلك في انخفاض أسعار النفط الخام وتراجع مؤشر S&P والداو جونز، وتغير اتزان كافتي العرض والطلب في أغلب الأسواق.
لذلك يمكننا القول أن انخفاض الطلب المدعوم بحالة من القلق والعزوف عن المخاطرة هو السبب الأساسي وراء تراجع الذهب إلى ما دون 1230 دولارا للأوقية خاصة مع كونه أحد أهم ملاذات الاستثمار الآمنة.
فنيا، لا يمكننا القول أننا اقتربنا من نهاية الهبوط، فأقرب دعم على بعد حوالي 52 دولار هبوطا، ومع ارتفاع زخم شمعة الكسر الحالية من المتوقع -فنيا- أن نشاهد المزيد من الهبوط مستقبلا.