شبح التيسيير الكمي يدفع باليورو الى الهاوية مع عمليات بيع تستهدف 1.10
تراجع اليورو دولار ليكسر مستويين دعم متتاليين لستتقر تداولاته في الوقت الحالي، ويرى الاقتصاديون ببنك "دوتشه" الألماني أن التوقعات القوية ببدء برنامج التيسير النقدي أثرت على اليورو ودفعته نحو الهبوط، لكن قد لا يكون ذلك هو السبب الوحيد في تراجع اليورو مشيرًا إلى وجود بعض العوامل الأخرى.
يذكر أن بنك "دوتشه" أوصى عملاءه في منتصف شهر ديسمبر الماضي بإعادة بيع اليورو دولار وترقب وصول الزوج إلى المستوى 1.15. بينما يوصي عملاءه اليوم ببيع اليورو دولار بهدف الوصول إلى المستوى 1.10.
يري بنك "دوتشه" ثلاث عوامل رئيسية يجب أخذها في الاعتبار عند التداول:
- إن برنامج التيسير النقدي الذي سينفذه البنك المركزي الأوروبي يعد ذو قوة هائلة. حيث أن العديد من البنوك المركزية قام بتنفيذ البرنامج لكن لم يم يكن من بينهم معدلات فائدة سلبية. بمعنى آخر، إن تأثيرات إعادة التوازن في ظل معدلات الفائدة السلبية تمنح البرنامج مزيد من القوة ؛ فعندما تم تطبيق معدلات الفائدة السلبية على ودائع البنوك في يونيو الماضي سحب المستثمرون ودائعهم واتجهوا إلى بدائل أخرى، لذلك فإن تأثير برنامج التيسير النقدي من جانب البنك المركزي الأوروبي أكثر قوة من تنفيذه من جانب الاحتياطي الفيدرالي أو بنك اليابان.
- تجدد الشكوك بشأن الأحوال السياسية بمنطقة اليورو. فإن الأمر لا يقتصر فقط على السياسة النقدية التسهيلية على عكس الأحوال فيما بين عامي 2010 و2013 حيث عادت حالة عدم الاستقرار السياسي مرة أخرى. وجدير بالذكر أن عدم الاستقرار السياسي سيزيد من العقبات التي تواجه الاستثمار وثقة الأعمال، وتعد الانتخابات اليونانية في 25 يناير المقبل أولى المخاطر حيث تستقر التوقعات على فوز ائتلاف "سيريزا".
- استعادة الاقتصاد الأمريكي توازنه. في الوقت الذي يشهد فيه اليورو حالة من الضعف، تتزايد فيه قوة الدولار الأمريكي. ويذكر أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم يحدد بعد توقيت رفع معدلات الفائدة، لكنه سيكون بحد أقصي خلال شهر أكتوبر القادم. هذا ويواصل الاقتصاد الأمريكي تعافيه على نطاق واسع.