منظمة الاوبك تواجه تحديات قوية

منظمة الاوبك تواجه تحديات قوية

انخفض سعر النفط الخام بأكثر من 50% منذ يونيو 2014 ليقترب من المستويات التي شهدها بعام 1979.

ساهم تراجع الطلب بحوالى من 30%  إلى 40% من هذا الانخفاض  خلال 2014 فقد تراجعت معدلات الطلب من 1.3 مليون برميل إلى 500.00 ألف برميل مما يعكس ضعف النشاط الاقتصادي في أوروبا واليابان والأسواق الناشئة وخاصة الصين.

بينما ساهم زيادة العرض بحوالى %60 إلى 70% من هذا الانخفاض، وقد شجع ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب الدول الجديدة المنتجة للنفط على زيادة انتاجها، حيث زادت الولايات المتحدة وحدها انتاجها حوالى 3  مليون برميل يوميا في غضون السنوات الثلاث الماضية، أي ما يعادل إنتاج دولة الكويت فى سوق النفط العالمية.

كما تفاقم العرض من النفط بعد رفض منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) خفض الانتاج من النفط لأسباب استراتيجية وجيوسياسية.

هذا وقد تراجعت حصة الأوبك فى السوق بأكثر من 50% فى عام 1974 إلى حوالى 40% حالياً.

كما أدت سوء الأوضاع المالية لبعض أعضاء أوبك إلى صعوبة اتخاذ قرار خفض الإنتاج، مما يشير إلى ضعف قدرة المنظمة على التحكم فى مستوى الأسعار.

من وجهة نظر السعودية، تستفيد الدول الأخرى التي ليست في منظمة الاوبك من ارتفاع أسعار النفط، نتيجة لما حدث فى منتصف عام 1980 حينما خفضت السعودية انتاجها بنحو 75% بهدف دعم الاسعار مما زاد من تراجع الإيرادات وحصة السعودية فى السوق بينما استفاد أعضاء الأوبك الآخرين والمنتجين خارج منظموالأوبك من ارتفاع الأسعار بشكل عام.

بالرغم من ذلك استطاعت المملكة العربية السعودية ان تستعيد حصتها في السوق خلال السنوات الأخيرة، مستفيدة من الأوضاع فى كلا من إيران والعراق وليبيا، وبالتالى تتردد السعودية فى خفض مستوى الإنتاج مفضلة الحفاظ على حصتها فى السوق بدلا من مراقبة الأسعار.

وبناء على مجريات الأمور الحالية فإنه من المتوقع استمرار تراجع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة بل وأنها لم تصل إلى أدنى مستوياتها بعد، مع ترقب الكثير من المستثمرين مدى تأثير تراجع أسعار النفط على الأوضاع الاقتصادية العالمية ولا سيما معدلات التضخم التي شهدت تراجعًا منذ بداية هبوط أسعار النفط منذ شهر يونيو الماضي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image