كيف يمكن التمييز بين الركود والكساد الاقتصادي؟
في حياة الشعوب قفزات وعثرات، فلن تكون الأمور على ما يرام طوال الوقت، بل سيكون هناك أوقات أزمة وتحديات على كافة الأصعدة، وفي علم الاقتصاد، ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، أي أن الحياة لن تكون رغدة على الدوام، لكن سيتخللها فترات صعبة.
تعمل الحكومات والبنوك المركزية حول العالم من خلال سياسات مالية ونقدية على إنعاش وتحفيز اقتصاداتها وتحقيق معدلات نمو متواصلة تنعكس على حياة المواطنين من توظيف وإنفاق وأجور ومعيشة أفضل، لكن ماذا عن الجانب المظلم؟ ماذا عن فترات الركود والكساد؟ وكيف يمكن التمييز بين المصطلحين؟
الركود | الكساد |
---|---|
الركود يعرف بأنه انكماش اقتصادي لربعين سنويين متتاليين، ويكون مصحوبا بتراجع كبير في الأنشطة الاقتصادية، وهو أمر طبيعي يحدث بشكل مستمر، كما قلنا ما طار طير وارتفع (أي مهما حقق الاقتصاد من نمو وانتعاش)، إلا كما طار وقع (أي سقط الاقتصاد تحت براثن الانكماش). عندما يتحقق النمو الاقتصادي، تتزايد الأجور ومعدلات الإنفاق من جانب المواطنين ويحدث توازن بين الطلب وإنتاج السلع والخدمات، لكن بعد ذلك، يحدث تباطؤ في النمو عندما يتزايد العرض ويفوق الطلب بشكل كبير، ويتبعه انخفاض أرباح الشركات وتراجع الدخل وانخفاض أسواق الأسهم. ومن أشهر الفترات التي حدث فيها ركود ما تعرضت له الولايات المتحدة من ركود اقتصادي على مدار الفترة من نوفمبر 1973 حتى مارس 1975. |
الكساد أزمة اقتصادية حادة تفوق كارثيتها تأثير الركود، فعند حدوث كساد، ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 10% فأكثر. والكساد ليس لفترة قصيرة مثل الركود، بل إنه يمكن أن يمتد لسنوات وليس لأشهر، ووقتها تتضرر الشركات والبنوك وكافة القطاعات الصناعية والخدمية بشكل كبير. يمكن وصف اقتصاد بأنه يتعرض لكساد عند وقوع عدة عناصر تتمثل في زيادة الإنتاج إلى حد كبير بالتزامن مع انخفاض في الطلب، ويعقب ذلك توقف في حركة الشراء من المستهلكين بسبب ضعف الدخل وانخفاض الأجور. ومن أشهر الأحداث في التاريخ المعاصر الذي وقع فيه حالات كساد انكماش الناتج المحلي الإجمالي الإندونيسي عام 1998 بنسبة 18% وهبوط الناتج المحلي الإجمالي الماليزي بنسبة 11% في نفس العام. |