أربعة أسباب وراء تراجع الدولار الاسترالي، تعرف عليهم!

عاد الضغط البيعي للاستحواذ على تداولات الدولار الاسترالي من جديد بعدما سجل ارتفاعات قوية في مطلع العام الجاري. فقد تراجع الدولار الاسترالي أمام نظيره الأمريكي ليستهدف يوم الجمعة الماضية أدنى مستوياته منذ ما يقرب من خمسة أشهر. ولكن ما الأسباب وراء تراجع الدولار الاسترالي؟

• تراجع أسعار السلع:

فلعل من أبرز العوامل التي تسببت في تهاوي قيمة الدولار الاسترالي تراجع أسعار السلع بشكل قوي وبالأخص أسعار خام الحديد والنحاس. فقد تراجعت العقود الآجلة لخام الحديد الصيني بنسبة 7% يوم الثلاثاء الماضي، لتسجل أكبر نسبة تراجع منذ خمسة أشهر. جاء هذا بعد التراجع الذي سجلته العقود الآجلة للصلب في الصين مع تراجع معدلات الطلب.

أيضًا يجب ألا نغفل عن زيادة الضغوطات على أسعار النفط العالمية مع تنامي المخاوف المتعلقة بزيادة الدول المنتجة للنفط معدلات انتاجها من جديد مع اقتراب موعد انتهاء اتفاقية خفض الانتاج، حيث يرى البعض أن الدول المنتجة لن تتوصل لاتفاقية تمديد الانتاج خلال الاجتماع المقبل.

• النبرة السلبية للاحتياطي الاسترالي:

على الرغم من إبقاء الاحتياطي الاسترالي على توجهاته الحالية دون تغيير خلال اجتماع مايو ليُبقي على الفائدة كما هي عند نسبة 1.50%، إلا أن النبرة السلبية التي استحوذت على بيان الفائدة قد تسببت في تراجع الدولار الاسترالي. فقد أعرب البنك عن مخاوفه جراء قطاع سوق الإسكان، مشيرًا أن نمو ديون الأسر قد تخطت مستويات الدخل بشكل كبير. وقد حذر بعض أعضاء البنك من زيادة المعروض في بعض المدن ولا سيما في سيدني خلال الأعوام المقبلة على الرغم من استقرار معدلات الطلب. فقد أظهرت أحدث البيانات ارتفاع الإيجار بأبطأ وتيرة منذ عقود.

• تنامي مخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني:

وباعتبار الصين من أكبر الشركاء التجاريين مع استراليا، فإن عدم استقرار الأوضاع الصينية ستكون لها تداعيات سلبية بالتأكيد على الاقتصاد الاسترالي. فبالنظر إلى أحدث البيانات الصادرة، نجد أنه حالة من الضعف قد انتابتها مؤخرًا. فقد تراجع مؤشر مديري المشتريات بالقطاع التصنيعي من 51.8 إلى 51.2 نقطة، بينما تراجع مديري المشتريات بالقطاع الغير تصنيعي من 55.1 إلى 54.0. على الجانب الأخر تراجع مؤشر مديري المشتريات بالقطاع التصنيعي الصادر عن Caixin إلى 50.3 نقطة. وينتهي المطاف بالبيانات الصادرة صباح اليوم والتي أسفرت عن تباطؤ نمو الصادرات لترتفع بنسبة 8.0% فقط، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 11.9% خلال إبريل.

• زيادة توقعات رفع الفائدة الأمريكية في يونيو:

فقد أصبحت الأسواق أكثر استعدادًا بشأن اتخاذ الفيدرالي الأمريكي قرار رفع الفائدة في اجتماع يونيو المقبل بعدما نجح البنك في بث الطمأنينة في الأسواق على الرغم من حالة الضعف التي انتابت بعض القطاعات في مطلع العام الجاري. وعلى إثر هذا ازدادت التكهنات المتعلقة باستكمال الاحتياطي الفيدرالي وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة للمرة الثانية خلال العام في يونيو.  وبالطبع رفع الفائدة الأمريكية سيساهم في ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية ولا سيما الدولار الاسترالي.