بيانات التوظيف الأمريكية غداً.. نقطة فاصلة في توقعات رفع الفائدة
مرة جديدة تتوجه الأنظار إلى مكتب العمل الأمريكي حيث من المقرر أن يُعلن عن أداء سوق العمل لشهر إبريل الماضي. فبعد أن جاءت بيانات التوظيف خلال مارس لتبث الشكوك في نفوس الأسواق حول استدامة تحسن القطاع وبالتالي تهديد الاستمرار في رفع الفائدة، سوف تراقب الأسواق بحرص البيانات القادمة والتي سيكون لها دور محوري في توجيه توقعات رفع الفائدة هذا العام وخاصة خلال اجتماع يونيو القادم. ونظراً لدورها الحاسم، فيما يلي أهم ما يجب التركيز عليه في بيانات إبريل.
وتيرة إضافة الوظائف
على الرغم من تراجع معدل التوظيف خلال مارس، إلا أن الاقتصاد الأمريكي قد نجح في إضافة حوالي 533 ألف وظيفة خلال الثلاثة شهور الأولى من 2017، وهي تُعد وتيرة قوية بالمقارنة مع نفس الفترة من عامي 2016 و 2015. لكن يحتاج الاقتصاد إلى استعادة مساره خلال إبريل للحفاظ على قوة الوتيرة الحالية، وهو ما تشير إليه توقعات الأسواق حيث من المرجح أن تستأنف وتيرة التوظيف قوتها المعهودة بإضافة ما يقارب الـ 195 ألف وظيفة. أما في حال استمر سوق العمل في تخييب آمال الأسواق للشهر الثاني بتسجيل وتيرة ضعيفة لإضافة الوظائف، هنا ستكون ثقة الأسواق أمام تحدٍ جديد وقد يكون الدولار وتوقعات رفع الفائدة هما الضحية.
الاقتراب من مستويات التوظيف الكاملة
على الجانب الأخر، علت بعض الآراء بأن ضعف وتيرة التوظيف مؤخراً يرجع إلى وصول سوق العمل الأمريكي إلى مستويات التوظيف الكاملة. وقد استندت تلك الآراء على التراجع المتواصل لمعدلات البطالة التي نجحت في العودة إلى مستويات ما قبل الأزمة. فقد هبطت البطالة إلى النسبة 4.5% خلال مارس وهي أدنى مستويات قياسية لها منذ 2007، أي قبل اندلاع الأزمة العالمية. وفي حالة استمرار تراجع البطالة أو حتى استقرارها عند المستويات الحالية فسوف تتأكد تلك الرؤية بأن الاقتصاد بالفعل نجح في تحقيق هدف الفيدرالي وهو مستويات التوظيف الكاملة. ومن هنا من المرجح أن تتباطأ مستويات التوظيف فيما تبدأ الأجور في الارتفاع من جديد.
معدلات الأجور
لم تشهد معدلات الأجور تغيرات قوية خلال مارس الماضي، لترتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري وبنسبة 2.7% على أساس سنوي. ولكن مازالت الأسواق بحاجة إلى رؤية المزيد من تحسن الأجور للتأكد من قوة وصلابة سوق العمل. لا تعد معدلات الأجور مقياساً لمدى تحسن أوضاع سوق العمل فقط، بل أنها تساهم في تحديد اتجاهات الإنفاق الاستهلاكي ومن ثم التضخم. لذلك تحظى باهتمام مرتفع من جانب الأسواق نظراً لدورها الفعال في الدورة الاقتصادية.
نسب المشاركة في سوق العمل
بعد تراجعها المستمر منذ الأزمة العالمية، عاوت نسب المشاركة في سوق العمل الأمريكي ارتفاعها من جديد خلال الشهور الأخيرة لتنجح في الوصول إلى النسبة 63% خلال فبراير والاستقرار عندها خلال مارس. في حين أن البعض قد أرجح هذا التراجع إلى ارتفاع متوسط عمر العمالة، إلا أن نسب المشاركة تحتاج إلى الارتفاع من جديد لتعزيز ثقة الأسواق حول القطاع.
كان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد أبقى خلال اجتماعه بالأمس على معدل الفائدة دون تغيير عند النسبة 1.00%، مؤكداً على استمرار تحسن الأداء الاقتصادي والاقتراب من تحقيق هدفي التضخم والتوظيف. وعن ضعف البيانات خلال الفترة الأخيرة، أوضح البنك أن هذا الضعف ما هو إلا عارض مؤقت على أن يتمكن الاقتصاد من استعادة قوته من جديد خلال الربع الثاني. أما فيما يتعلق بعملية التشديد النقدي، فقد أعربت لجنة الفيدرالي عن ثقتها المرتفعة في استمرار تحسن الوضع الاقتصادي بالوتيرة الكافية التي تضمن الاستمرار في رفع الفائدة. ولكن كالمعتاد تم التأكيد على أن مسار السياسة النقدية سوف يعتمد في المقام الأول على تطورات الوضع الاقتصادي وما تُظهره البيانات الاقتصادية. من هنا يمكن الجزم بأن البيانات القادمة حتى اجتماع يونيو سوف تشكل نقطة حاسمة لإمكانية رفع الفائدة خلال اجتماع يونيو القادم، ولعل على رأسها بيانات التوظيف المرتقبة غداً.
للاستفاضة حول قرارات الفيدرالي الأمريكي بالأمس:
-
أهم نقاط بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - مايو 2017
-
ما نستنتجه من بيان الفائدة الأمريكية، ولماذا ارتفع الدولار مباشرة