توجهات بنك كندا تدفع الدولار الكندي إلى حافة الهبوط من جديد
سجل الدولار الكندي انخفاضات قوية منذ بداية العام الجاري، والآن يتجه نحو المزيد من الهبوط بعد فترة من الاستقرار أمام الدولار الأمريكي. جاء هذا في الوقت الذي تصب فيه التوقعات لصالح التزام بنك كندا بنهجه الحذر على الرغم من محاولات التعافي التي تُظهرها البيانات الاقتصادية. وبالطبع فإن أي تراجع لأسعار النفط من جديد سوف يُزيد من الأعباء على تداولات الدولار الكندي وجعل بنك كندا أكثر حذراً حول تطلعات الوضع الاقتصادي. يأتي ذلك على الرغم من حقيقة أن أسعار النفط لم تُعد المحرك الرئيسي لتداولات الدولار الكندي على مدار الأسابيع أو الشهور الأخيرة الماضية، ولكن أيضاً لا يمكن إغفال دورها في التأثير على تطلعات العملة والاقتصاد الكندي العام.
ولعل المؤثر الأبرز على تحركات الدولار الكندي في الوقت الراهن هو النبرة السلبية لبنك كندا. فقد أوضح البنك خلال بيانه الأخير بأن الاقتصاد الكندي في مرحلة مختلفة تماماً عن نظيره الأمريكي، في محاولة للتوضيح بأن رفع الفائدة الكندية أمر غير مُرجح في الوقت الحالي. كما أكد محافظ البنك ستيفن بولوز على كثرة المخاطر الهبوطية التي تواجه الاقتصاد الكندي، مما قد يجعل من رفع الفائدة في الوقت الحالي عبئاً على الاقتصاد وقد يدفع به إلى الانكماش. أما عن البيانات الاقتصادية خلال الآونة الأخيرة، فقد جاءت تعليقات بولوز لتفيد بأن إيجابية البيانات لفترة من الوقت يجب ألا تدفعنا لإغفال المخاطر الهبوطية التي تُحاوط النمو الاقتصادي.
كان التضخم قد نجح في تجاوز النسبة 2.0% خلال يناير الماضي ليرتفع من 1.5% إلى 2.1% على أساس سنوي، بذلك يكون التضخم قد سجل أكبر وتيرة ارتفاع شهري منذ أكتوبر 2014 متخطياً هدف البنك للتضخم عند 2%. أما الناتج المحلي الإجمالي فقد سجل نمواً أقوى من المتوقع خلال نفس الفترة، بعدما واصل النمو خلال الربع الأخير من 2016 بنسبة 1.9%، ليواصل الاقتصاد الكندي نموه للربع الثالث على التوالي.
لكن مع استمرار النبرة التشاؤمية من جانب بنك كندا، أصبحت الأسواق تستبعد إحتمالات تغير تلك النبرة قريباً حتى إن نجحت بيانات سوق العمل المرتقبة خلال تداولات الجمعة القادمة في إظهار المزيد من القوة. وعليه، تضاءلت فرص رفع الفائدة الكندية، مما جعل الأسواق تتخلى عن توقعاتها الإيجابية للدولار الكندي وخاصة أمام نظيره الأمريكي الذي يبقى مدعوماً بتحسن الأوضاع الاقتصادية وعلى الرغم من توتر المشهد السياسي.
اقرأ أيضاً: