مستقبل الفائدة الأمريكية بعد بيانات التوظيف اليوم
عاد سوق العمل الأمريكي بقوة إلى مساره المتوقع منذ بداية العام الجاري. فقد جاء ارتفاع مستويات التوظيف بالتزامن مع تراجع البطالة ليُمهد الطريق أمام الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة من جديد خلال اجتماعه القادم هذا الشهر.
وعن تفاصيل بيانات سوق العمل:
إضافة 235 ألف وظيفة. تمكن الاقتصاد الأمريكي من خلق 235 ألف وظيفة خلال فبراير الماضي، لتستقر بذلك أعداد التوظيف أعلى مستويات الـ 200 ألف للشهر الثاني على التوالي، للمرة الأولى منذ يوليو من العام الماضي. وكان تزايد أعداد التوظيف بقطاع البناء الدافع الأقوى لكلا الارتفاعين. بهذا، يرتفع متوسط الثلاثة أشهر إلى 209 ألف وظيفة منذ ديسمبر وحتى فبراير، مقارنة بمتوسط الفترة بين سبتمبر ونوفمبر لعام 2016.
استئناف البطالة لاتجاهها الهابط من جديد. فقد عاودت معدلات البطالة تراجعها من 4.8% إلى 4.7% لتواصل بذلك استقرارها دون النسبة 5% منذ إبريل 2016، وبذلك تتسق مع النسب المستهدفة من جانب الفيدرالي الأمريكي. ويعد استقرار البطالة عند تلك المستويات المنخفضة مؤشراً على اقتراب الفيدرالي من تحقيق مستويات التوظيف الكاملة (من أهم دواعم إتخاذ قرار رفع الفائدة، كما شدد الفيدرالي).
ارتفاع الأجور بأقل من المتوقع. لعل الجانب السلبي في بيانات اليوم كان ارتفاع متوسط الدخل بنسبة 0.2% فقط، بالمقارنة مع توقعات الأسواق بارتفاع نسبته 03%، إلا أن مراجعة الارتفاع الأخير من 0.1% إلى 0.2% ساعد سوق العمل على الاحتفاظ بثقة الأسواق. جاء هذا بالتزامن مع استقرار مستويات الأجور على أساس سنوي عند أعلى مستوياتها بنسبة 2.8%.
تزايد نسب المشاركة في سوق العمل. عادت نسب مشاركة الأفراد في سوق العمل للارتفاع من جديد، حيث سجلت ارتفاعاً من 62.9% إلى 63.0%.
هذا، ولم تشكل البيانات تهديداً لتوقعات رفع الفائدة الأمريكية هذا الشهر. بل على النقيض تيقنت الأسواق أن رفع الفائدة بات ملائماً للغاية. أما عدم رفع الفائدة سوف يضر بمصداقية الفيدرالي الأمريكي.
وكانت إحتمالات رفع الفائدة قد سجلت ارتفاعات قوية خلال الآونة الأخيرة لتتجاوز الـ 90% وبالتحديد عند 93%. وذلك طبقاً لأداة الـ FedWatch والتي تقوم بقياس توقعات الأسواق لإحتمالات رفع الفائدة.
كيف تستفيد من أداة الـ FedWatch في توقع قرار الفائدة الأمريكية
يأتي ذلك على خلفية استمرار تحسن البيانات الاقتصادية بشكل مجمل وأخرها بيانات سوق العمل الصادرة اليوم. على الجانب الأخر، لاتزال الأسواق تعلق آمالها على سياسات ترامب وإجراءات التحفيز المالي التي تعتزم الحكومة إتخاذها في تقديم الدعم الكافي للاقتصاد بما يضمن استمرار الفيدرالي الأمريكي في وتيرة التشديد النقدي.