معايير وزارة الخزانة تثبت خطأ إدعاءات ترامب حول تلاعب الصين في قيمة العملة
استمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في توجيه انتقادات موسعة إلى الصين زاعماً بأنها تتلاعب في قيمة العملة لجذب الاستثمار والطلب العالمي. وقد علت تلك الانتقادات مؤخراً حيث وصف الصين بأنها "بطل العالم" من حيث التلاعب في العملة. وتم اعتبار هذا التصريح الأكثر جدلاً خلال الآونة الأخيرة، ورأى الكثيرون أنه قد يكون من أبرز عوامل توتر العلاقات الأمريكية الصينية خلال الفترات القادمة.
يُذكر أن وزرارة الخزانة الأمريكية تصدر بيان نصف سنوي يتضمن تقييم سياسات النقد الأجنبي لشركائها التجاريين. يعتمد هذا التقييم على مجموعة من المعايير والتي يراها البعض غير كافية لتقييم تلك السياسات بدقة. يرجع ذلك إلى أنها لا تشمل عدد كبير من المؤشرات الحيوية ومن أهمها القدرة الشرائية للعملة على المستوى المحلي. يستند التقييم على ثلاثة معايير رئيسية وهي:
- مدى استفادة تلك الدول تجارياً من الولايات المتحدة (تسجل فائض تجاري مرتفع بسبب النشاط التجاري مع الولايات المتحدة).
- هل يتجاوز الحساب التجاري لتلك الدول ما يُعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
- هل تُقدم على شراء الأصول الأجنبية بما يتخطى الـ 2% سنوياً بهدف الضغط على قيمة العملة وإضعافها.
على مدار العام الماضي، لم يحدث أن استوفت أي دولة جميع تلك المعايير، فيما استوفت الصين المعيار الأول فقط وهو تحقيق فائض تجاري مرتفع بسبب التجارة مع الولايات المتحدة. لذلك وحتى مع تطبيق المعايير الأمريكية على الصين، لا يمكن الجزم أنها تقوم بالتلاعب في قيمة العملة.
اللافت للانتباه هنا هو أن وزراة الخزانة لا تصدر بيان تفصيلي حول تلك التقييمات، مما يكشف عن مدى غموض مبدأ التلاعب في العملة.
أما الأمر المثير للغرابة هو تجاوز دولتين داخل آسيا للنسب التي حققتها الصين استناداً على المعايير التي تم تطرق إليها. هاتين الدولتين هما كوريا الجنوبية وتايوان. ولكن النسب الأعلى على الإطلاق تعود إلى سويسرا وذلك نظراً للارتفاع الضخم في فائض الحساب الجاري فضلاً عن عمليات شراء العملة الأجنبية بشكل مكثف في محاولات لإضعاف قيمة العملة. فعند النظر إلى القدرة الشرائية للعملة سواء خدمات أو سلع، نجد أن الفرنك السويسري من ضمن أعلى العملات قيمة حول العالم.
أما من جانبها، فقد بذلت الصين جهود مكثفة لخفض قيمة اليوان إلا أن تلك المحاولات جاءت بنتائج عكسية حيث ارتفعت قيمة اليوان بدلاً من التراجع. ومن منظور شامل، نرى أن العقد الأخير شهد تخلي الصين بشكل تدريجي عن محاولات خفض العملة، إلى أن جاء صندوق النقد الدولي ليؤكد أن قيمة اليوان الصيني لم تعد متراجعة كالسابق.
اقرأ أيضاً: