ما نستنتجه من شهادة يلين محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
أطلت علينا جانيت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اليومين الثلاثاء والأربعاء خلال الإدلاء بشهادتها أمام مجلس الشيوخ حول تقرير السياسة النقدية الصنف سنوي. وكانت الأسواق في ترقب حذر لحديثها ورؤيتها للأوضاع والتطورات الاقتصادية وتأثير ذلك على وتيرة التشديد النقدي. واستحوذت النبرة الإيجابية بوجه عام على تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية إلى أعلى مستوياته منذ ما يقرب من شهرين.
- معدلات التضخم:
أعربت يلين عن ثقتها إزاء ارتفاع التضخم الفترة المقبلة خاصة مع تلاشي الآثار السلبية الناجمة عن تراجع أسعار الطاقة العالمية والواردات. وقد أشارت إلى ارتفاع مؤشر الانفاق الاستهلاك الشخصي والذي يعتبر واحد من أهم المؤشرات التي تقيس التضخم بنسبة 1.6% طوال العام الماضي ليقترب من الهدف المحدد من قبل البنك عند 2%. وإجمالاً كانت يلين متفائلة حيال تطورات التضخم مقارنة ببيان الفائدة الصادر في الأول من فبراير.
أهم نقاط بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - 1 فبراير
- قطاع سوق العمل:
أشارت يلين إلى إضافة سوق العمل متوسط 190 ألف وظيفة كل شهر خلال النصف الثاني من عام 2016. وكانت قد أكدت سابقًا على حاجة الفيدرالي إضافة سوق العمل متوسط 100 ألف وظيفة للاستمرار في وتيرة التشديد، الأمر الذي جعل الأسواق متفائلة حيال اتخاذ قرار رفع الفائدة أكثر من مرة خلال العام وبالأخص بعدما أشار أغلب صناع القرار إلى اقتراب الاقتصاد الأمريكي من مستويات التوظيف الكاملة.
ويُذكر أن قطاع سوق العمل قد تمكن من إضافة 227 ألف وظيفة في يناير الماضي لتستقر مستويات التوظيف قرابة أعلى مستوياتها منذ بداية عام 2010، فضلاً عن استقرار معدلات البطالة دون نسبة 5%. وتزداد التوقعات التي تصب لصالح استمرار نمو القطاع بوتيرة قوية الفترة المقبلة، بل قد يكون داعمًا رئيسيًا لرفع الفائدة هذا العام.
- معدلات النمو:
"واصل الاقتصاد الأمريكي بوتيرة معتدلة" هذا ما أشادت به يلين خلال الإدلاء بشهادتها. وقد أشارت بأنه من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي في عام 2016 بنسبة 1.9% كالعام الأسبق. وقد أكدت بأن ارتفاع الانفاق الاستهلاكي كان من العوامل الرئيسية التي دعمت النمو الاقتصادي، ومن المتوقع أن يواصل تحسنه الفترة المقبلة مع ارتفاع ثقة المستهلك واستقرار معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة واستقرار الأوضاع المالية.
وقد أرجعت يلين أسباب ضعف نمو قطاع الاستثمارات إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة حالة عدم اليقين التي استحوذت على الأوضاع خلال الفترة المنصرمة، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي بشكل قوي مقابل أغلب العملات خلال العامين الماضيين. ويبقى الجانب السلبي في شهادة يلين متمثل في ذكرها إلى ضعف تطلعات النمو على المدى القصير، وأن نمو الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الماضية كان مخيب للآمال.
- وعن السياسة النقدية:
فقد أصبحت الأسواق مستعدة لاتخاذ قرار رفع الفائدة أكثر من مرة هذا العام بعدما أكدت يلين على أن تأجيل قرار رفع الفائدة لفترة طويلة من الوقت سيكون له تدعايات سلبية على الأوضاع والتطورات الاقتصادية، وقد يتسبب في زيادة المخاطر التي ستواجه الاقتصاد وقد يدفعه إلى الهاوية في نهاية الأمر. وعلى صعيد أخر، أشارت إلى أن وتيرة رفع الفائدة ستعتمد على البيانات الاقتصادية وعلى السياسات المالية وتأثيرها على تطلعات النمو.
وخلال الحديث عن الموازنة العامة، نجد أن يلين قد أشارت إلى اعتزام الفيدرالي الأمريكي خفض الموازنة العامة الفترة المقبلة، وأن الاستمرار في وتيرة رفع الفائدة سيجعلنا نقوم بخفض الموازنة بعد استقرارها عند مستويات عالية.
- لماذا تراجع الدولار الأمريكي؟
فقد عاد الضغط البيعي للاستحواذ على تداولات الدولار الأمريكي من جديد بعدما سجل اعلى مستوياته منذ ما يقرب من شهرين. ومن الأسباب الرئيسية التي دعمت تراجع العملة تراجع عائدات السندات الأمريكية بعدما سجلت أعلى مستوياتها في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من إيجابية شهادة يلين بالأمس بوجه عام، إلا أن البعض قد رأى أنها رؤية يلين حيال الأوضاع الاقتصادية لم تكن إيجابية بالقدر الكافي الذي يدعم اتخاذ قرار رفع الفائدة أكثر من مرة. فقد أشارت إلى أن البنك قد لا يقوم برفع الفائدة خلال اجتماع مارس أو يونيو. وتزايدت احتمالات خفض الفيدرالي الأمريكي مسار توقعات رفع الفائدة في اجتماع مارس المقبل.
إطلع على: