لماذا تفاجأت الأسواق بقرارات بنك اليابان اليوم
أعلن بنك اليابان في بيانه الصادر خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة عن خفض الفائدة إلى النطاق السلبي ضمن جهوده المتواصلة لدعم النمو الاقتصادي بالبلاد في تحقيق هدف التضخم المستهدف عند 2%. ولم يكن هناك استقبال إيجابي من قِبل الأسواق لتلك القرارات، ولكن لماذا؟
أولاً، لطالما اتسمت تصريحات محافظ البنك كورودا بالنبرة التفاؤلية بشأن فاعلية السياسة النقدية الحالية وقدرتها على دعم تعافي معدل التضخم نحو الهدف 2%. وعلى الرغم من تأكيده المتواصل على استعداد البنك للتدخل وإعادة النظر في أدوات السياسة النقدية القائمة، إلا أنه كان قد أكد مراراً على أن معدلات الفائدة السلبية ليست من ضمن الخيارات المطروحة أمام البنك. استناداً على ذلك، سلكت التوقعات طريقاً أخر نحو إمكانية التوسع في برنامج التيسير النقدي الحالي والذي يُقدر بواقع 80 تريليون ين.
ثانياً، ترك البنك المجال مفتوحاً أمام المزيد من خفض الفائدة إذا ما لزم الأمر. فقد أشار البيان إلى أن خفض الفائدة إلى -0.1% قد يتبعه المزيد من خفض الفائدة في حال استمر تباطؤ مسار الأسعار وبالتالي استقرار معدلات التضخم بعيداً عن هدف البنك.
ثالثاً، هل بنك اليابان هو أول من لجأ إلى معدلات الفائدة السلبية؟ بالطبع لا، فبالعودة إلى العام السابق نرى أن كل من المركزي الأوروبي، الوطني السويسري قد لجأ إلى معدلات الفائدة السلبية أيضاً لمحاولة حماية الاقتصاد من خطر الركود. ولكن الإعلان عن القرار بهذا النحو المفاجئ هو ما أثار المخاوف المتعلقة بأداء الاقتصاد الياباني.
رابعاً، تم إتخاذ القرار بإجماع خمسة من أعضاء اللجنة مقابل أربعة صوتوا ضد اللجوء إلى الفائدة السلبية، مما يعكس وجود حالة من الانقسام وتفاوت الرؤى الاقتصادية بين صناع القرار بالبنك. يأتي هذا إلى جانب حقيقة أن المعدلات السلبية قد تضر بالنظام المصرفي للبنك خاصة في حال تسبب في الإضرارا بمكاسب الشركات.
لرؤية أكثر وضوحاً، ننصحكم بالإطلاع على بيان السياسة النقدية للبنك وتصريحات كورودا خلال المؤتمر الصحفي: