تأثير رفع العقوبات عن إيران على سوق النفط
شهدت أسعار النفط العالمية المزيد من التراجع منذ بداية العام فقد تراجع الخام الأمريكي بنسبة 22% حيث تم تداوله بالأمس قرابة 28.30 دولار للبرميل وهو مستوى لم يصل لها السعر منذ 12 عامًا، بينما تراجع خام برنت إلى أدنى مستوياته منذ عام 2003 عند 27.67 ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا التراجع بالأمس هو رفع العقوبات الدولية عن إيران والتي تتيح لها زيادة صادراتها من النفط حيث تعتبر رابع دولة لديها احتياطي نفط في العالم وأكبر مستودى للغاز الطبيعي، لتعلن إيران عن رفع إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، الأمر الذي سيدعم انهيار أسعار النفط في الفترة القادمة.
وطبقًا لتصريحات وزير الطاقة الإماراتي، محمد المزروعي، أي زيادة في معدلات انتاج وزيادة المعروض من النفط سينعكس هذا بالسلب على العالم كله. تعتبر إيران خامس دولة مصدرة للنفط حيث بلغ انتاجها في ديسمبر الماضي 2.7 مليون برميل يوميًا وجدير بالذكر تراجع متوسط الصادرات بمقدار 1.4 مليوم برميل يوميًا في عام 2014 مقارنة مع 2.6 مليون برميل يوميًا في عام 2011 قبل أن تزيد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي العقوبات على إيران.
ولكن في حالة لم تقم إيران برفع معدلات انتاجها ستخسر حصتها في الأسواق من باقي أعضاء المنظمة وهو أمر لا تريده في النهاية، بالإضافة إلى عودة الثقة لمشترين النفط الإيراني بعد رفع العقوبات الدولية بعدما قامت الوكالة الدولية للطاقة النووية بكبح جماحها في تطوير السلاح النووي. ومن الإيجابيات التي عادت على إيران أيضًا حصولها على 50 مليار دولار من تجميد حسابتها بالخارج وإعادة بناء الحكومة للمصانع بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات الأجنبية.
هذا وتتوقع مؤسسة جولدمان ساكس أن ترتفع معدلات إنتاج النفط بمقدار 285 ألف برميل يوميًا مقارنة بالعام السابق وتبقى نظرتها سلبية للنفط خلال العام الجاري في حالة استمرار إيران رفع معدلات انتاجها. بينما يتوقع بنك Commerzbank أن يتعافى النفط على الرغم من زيادة المعروض ليصحح التراجع الذي شهده منذ بداية العام.
أما مؤسسة مورجان ستانلي فتتوقع أن ترتفع معدلات انتاج النفط بمقدار 600 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من العام على الرغم من عدم ثقتها في الأوضاع الإيرانية خلال الفترة القادمة. بينما يتوقع بنك HSBC أن يتم تداول النفط هذا العام ما بين 25 و40 دولار للبرميل.
يمكننا القول أنه مع رفع العقوبات الدولية على إيران سيزداد المعروض من النفط ولكن لن يبقى هذا السبب الوحيد وراء استمرار تراجع النفط خلال هذا العام، فمع تباطؤ معدلات النمو في الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي وبالتالي تراجع معدلات الطلب العالمية سيدعم هذا الأمر المزيد من تراجع النفط.