الذهب يمحو أغلب أرباحه المبكرة في أعقاب القفزة المفاجئة للدولار

شهدت أسعار الذهب تحولاً كبيراً خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث محت عقود المعدن الأصفر أغلب أرباحها المبكرة من الجلسة واستقرت قرب مستويات إغلاق الجلسة السابقة في أعقاب القفزة المفاجئة التي شهدها الدولار الأمريكي والارتفاع الكبير في عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

الذهب الآن

وعلى صعيد التداولات، قلصت أسعار عقود الذهب الفورية أرباحها إلى ارتفاع هامشي بنسبة 0.1% ليتم تداولها عند مستوى 2,650.98 دولار للأوقية، في حين تراجعت أسعار العقود الآجلة للسبائك تسليم شهر فبراير بنسبة 0.1% مسجلة 2,663.00 دولار للأوقية.

ما الذي دفع الذهب للتخلي عن أرباحه اليوم؟

تراجع الذهب أمام الصعود القوي للدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية والذي حدث بشكل مفاجئ في أعقاب تقارير إخبارية نشرتها شبكة سي إن إن CNN الأمريكية عن بعض مصادرها المطلعة على الأمر، والتي أفادت فيها بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يدرس حالياً إعلان حالة طوارئ فور توليه السلطة من أجل فرض الرسوم الجمركية التي تعهد بها في وقت سابق.

وعززت هذه الانباء الدولار الأمريكي، والذي ارتفع إلى أعلى مستوياته في أسبوع عند 109.37 نقطة عقب صدور التقارير، مما تسبب في زيادة تكلفة الحصول على الذهب المسعر بالعملة الأمريكية بالنسبة للمستثمرين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، وأدى لمحو الأرباح المبكرة للمعدن.

من ناحية أخرى، أدى هذا أيضاً إلى تعزيز مكاسب سندات الخزانة الأمريكية بشكل كبير، حيث قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بحوالي 0.75% لتسجل 4.72%، في حين تم تداول عوائد سندات الخزانة لأجل عامين عند 4.306% بعد ارتفاع أقل بمقدار 0.26%، مما تسبب بتحول في التدفقات المالية للمستثمرين إلى سوق السندات على حساب الذهب غير المدر للعائد مع ارتفاع التكلفة البديلة للحصول على السبائك.

في نفس الوقت، أظهرت البيانات الصادرة أمس زيادة فاقت التوقعات في الوظائف الشاغرة بالولايات المتحدة، عكست استمرار مرونة سوق العمل الأمريكي، كما قفز مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي والصادر عن معهد إدارة التوريدات الأمريكي بأكثر من المتوقع، مشيراً لانتعاش أقوى في نشاط القطاع الخدمي، وعزز هذا من أرباح الدولار أيضاً، مما تسبب بالمزيد من الضغط على الذهب في المقابل.

ويأتي هذا وسط ترقب المستثمرين صدور بيانات التوظيف للقطاع الخاص الأمريكي والصادرة عن معهد ADP اليوم، وذلك قبل صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بوقت لاحق من اليوم، وكان هذا أحد العوامل الداعمة للذهب، والتي منعت أسعار المعدن من الانخفاض بشكل أكبر، خاصة بعد أن أظهرت بيانات الأمس مواصلة بنك الصين الشعبي تعزيز احتياطياته من الذهب، الأمر الذي قدم بعض الدعم أيضاً إلى أسعار المعدن الأصفر.