صعود مفاجئ في أسعار الغاز بأوروبا وأمريكا.. الارتفاعات تخطت 22% وسط ارتباك الأسواق
تعرضت أسواق الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة وأوروبا لتقلبات ملحوظة مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير نتيجة توقعات الطقس البارد وانخفاض مستويات التخزين، مما يزيد من الضغط على الطلب.
شهدت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ارتفاعًا حادًا مع توقعات بطقس متجمد خلال النصف الأول من شهر يناير، ما يدفع الطلب على الغاز. ووفقًا لمذكرة من سكوت شيلتون من TP ICAP، فإن الطقس في شرق وغرب الولايات المتحدة سيكون "باردًا جدًا خلال الـ 15 يومًا المقبلة مع مؤشرات على استمرار البرد".
وأضاف شيلتون أنه مع احتمالية وصول أسعار الغاز في شمال شرق الولايات المتحدة إلى حوالي 17 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (mmBtu)، قد يزيد الطلب على وقود الديزل من المستهلكين القادرين على التحول إلى مصادر أخرى للطاقة.
ارتفع سعر الغاز في بورصة نيويورك (Nymex) بأكثر من 22% ليصل إلى 4.128 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للعقود المستقبلية لشهر فبراير، بعدما أصبح هذا العقد هو العقد الرئيسي. يُذكر أن عقد يناير سجل لفترة وجيزة سعرًا أعلى من 4 دولارات الأسبوع الماضي قبل أن يتراجع في ختام تداولات الأسبوع يوم الجمعة.
وتشير عدة نماذج مناخية إلى موجة باردة في النصف الشرقي من الولايات المتحدة خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير. إذ ستكون ذروة البرد في 12 يناير، مع بعض النماذج التي تتوقع فترة ممتدة من الطقس البارد. إذا تحقق هذا السيناريو، من المتوقع أن يسجل الطلب على الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة أرقامًا قياسية، مع احتمالية توقف الإنتاج في بعض الآبار نتيجة التجميد، خاصة في تكساس ومنطقة مارسيليوس.
ومن المتوقع أن تكون هناك تأثيرات اقتصادية أيضًا. حيث إن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي قد يزيد من معدل التضخم العام، كما أن البرد القارس قد يؤدي إلى تراجع إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة.
في السياق ذاته، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في مركز هنري هاب لعقود فبراير بمقدار 59 سنتًا لتصل إلى 3.98 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
- اقرأ أيضًا: ثورة في محفظة بافيت.. رقم قياسي وفرصتك الأخيرة للاستثمار كالثعلب
أسعار الغاز في أوروبا
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بالقرب من أعلى مستوى لها هذا الشهر، حيث تتناقص مستويات التخزين بوتيرة أسرع من المعتاد، مع اقتراب انتهاء اتفاقية عبور الغاز بين أوكرانيا وروسيا.
ارتفعت العقود الآجلة القياسية بنسبة تصل إلى 2.5% خلال التداول المبكر يوم الإثنين، قبل أن تتراجع قليلاً. حيث تتأرجح الأسعار حاليًا عند حوالي 48 يورو لكل ميغاواط ساعة، بالقرب من أعلى مستوى لشهر ديسمبر، مع محاولة المتداولين تقييم التأثير المحتمل لانخفاض تدفق الغاز الروسي إلى المنطقة في العام الجديد.
يتزامن انتهاء اتفاقية عبور الغاز في الأول من يناير مع توقعات بطقس أكثر برودة عبر معظم أنحاء أوروبا، مما قد يزيد الطلب على الغاز لأغراض التدفئة. حيث يتم استنزاف مخزونات المنطقة بمعدل أسرع من المعتاد، ما قد يجعل الحصول على إمدادات كافية من الغاز للعام المقبل أكثر تكلفة، خاصة في ظل المنافسة مع آسيا على الإمدادات المنقولة بحرًا.
وفي الوقت نفسه، لا تزال سلوفاكيا، وهي واحدة من الدول الأوروبية الوسطى التي تشتري الغاز الروسي، تسعى للحفاظ على تدفق الغاز عبر أوكرانيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض أي ترتيب يرسل أموالًا إلى روسيا بينما تستمر الحرب.
ودعا رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو المفوضية الأوروبية إلى معالجة أزمة توقف الغاز الوشيكة، مشيرًا إلى أن التأثير الاقتصادي على الاتحاد الأوروبي سيكون أكبر بكثير من تأثيره على روسيا. وأرسل فيتسو رسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في أول محاولة لجذب تدخلها الشخصي، محذرًا من أن الأسر والشركات الأوروبية قد تواجه فواتير أعلى.
تمثل التدفقات المعرضة للخطر حوالي 5% من الطلب الأوروبي. وعلى الرغم من أن هذه النسبة صغيرة نسبيًا، إلا أن فقدان تلك الكميات سيجبر الدول على الاعتماد بشكل أكبر على الغاز المنقول عبر الأنابيب من النرويج أو الإمدادات المسالة من الولايات المتحدة.