أشهر محللي رويترز: نجاح الذهب في تحقيق مستويات قياسية قد يتحول إلى كابوس!

أشهر محللي رويترز: نجاح الذهب في تحقيق مستويات قياسية قد يتحول إلى كابوس!

كان الذهب هو السلعة الأكثر أداءً حتى الآن هذا العام، حيث ارتفع بحوالي 17% وسجل أعلى مستوى له على الإطلاق. لكن هذا المعدن الثمين قد يصبح ضحية لنجاحه، حيث قد يتأثر شراء المستهلكين بالارتفاع الكبير في الأسعار، وفقًا للمحلل الشهير وكاتب العمود في رويترز كلايد راسل. 

يسجل الذهب الفوري الآن مستوى 2402 دولارًا للأوقية، وظل محتفظًا بمعظم المكاسب التي حققها هذا العام، والتي شهدت ارتفاعًا مستمرًا إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 2483.60 دولارًا في 17 يوليو. 

أصدر مجلس الذهب العالمي تقريره الربع سنوي الأسبوع الماضي وأفاد بأن إجمالي الطلب بلغ 1258.2 طن متري في الربع الثاني، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق بالنسبة للربع الثاني وبنسبة 4% أعلى من نفس الفترة في عام 2023. 

لكن تحليل أرقام الطلب يُظهر بعض الاتجاهات التي قد تشير إلى تباطؤ في الفصول القادمة. حيث كان أكبر ارتفاع في الطلب من سوق التداول خارج البورصة (OTC)، والذي يعني بشكل كبير شراء من المستثمرين المؤسسيين والأفراد ذوي الثروات العالية والمكاتب العائلية. 

بلغ الطلب على بالتداولات خارج البورصة 329.2 طن في الربع الثاني، بزيادة 53% عن نفس الربع في 2023 وقفزة هائلة بنسبة 385% عن الربع الأول. وعزا المجلس هذا الارتفاع في شهية التداول خارج البورصة إلى "تنويع المحفظة"، مما يثير السؤال حول مدى استدامة هذا الطلب، نظرًا لأنه بمجرد أن يصل هؤلاء المستثمرون إلى النقطة التي يشعرون فيها بأن لديهم ما يكفي من الذهب في مزيج أصولهم، فإنهم سيقللون على الأرجح من عمليات الشراء، وفقًا لـ راسل. 

كما أظهر التقرير انخفاضًا كبيرًا في استهلاك المجوهرات، الذي انخفض إلى 390.6 طن في الربع الثاني، بتراجع 19% عن نفس الفترة في 2023. 

وتشير هذه البيانات إلى أن المستهلكين قد بدأوا في التراجع عن الشراء بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.

الصين والهند

من الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص هو الطلب على المجوهرات في الصين والهند، وهما أكبر مشتري الذهب المادي، اللذين يشكلان معًا ما يقرب من نصف السوق. 

شهدت الصين تراجعًا في الطلب على المجوهرات بنسبة 35% في الربع الثاني إلى 86.3 طن، بينما سجلت الهند انخفاضًا بنسبة 17% إلى 106.5 طن، وفقًا لتقرير المجلس. 

إشارة أخرى إلى أن شهية الصين للذهب قد تتراجع قليلاً هو الانخفاض بنسبة 18% في صافي الواردات عبر هونغ كونغ في يونيو، حيث أظهرت البيانات الرسمية واردات بلغت 21.92 طن، بانخفاض من 26.72 طن في مايو. 

لا تكشف الصين عن أحجام واردات الذهب، مما يجعل بيانات هونغ كونغ مؤشراً رئيسياً على الطلب في أكبر مستهلك للذهب في العالم. 

من المرجح أن يشهد الطلب الاستهلاكي في الهند دفعة في الربع الحالي بعد أن خفضت الحكومة الرسوم الجمركية على الواردات إلى 6% من 15%، ولكن من المرجح أيضًا أن يكون هذا تأثيرًا مؤقتًا على الطلب، بدلاً من تحول مستدام إلى طلب أعلى. 

ما المتوقع بشأن التحركات السعرية القادمة؟

كما أثرت الأسعار المرتفعة على تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)، حيث أظهرت أرقام المجلس انخفاضًا صافياً قدره 7.2 طن في الربع الثاني، بعد انخفاض قدره 113 طن في الأول. 

كما تراجعت مشتريات البنوك المركزية في الربع الثاني، حيث بلغت 183.4 طن، بانخفاض من 299.9 طن في الأول، على الرغم من أنها ارتفعت بنسبة 6% عن 173.6 طن في الربع الثاني من 2023. 

وفي هذا السياق، أكد راسل أن هناك عوامل كافية تشير إلى أن الارتفاع إلى مستوى قياسي للذهب بدأ يؤثر على بعض الطلب الحساس للأسعار. 

لكن الأخبار ليست كلها سيئة، حيث من المرجح أن يستمر اهتمام المستثمرين مع تزايد التوقعات بشأن تخفيض أسعار الفائدة في العديد من البلدان الرئيسية، وسط تركيز خاص على احتمالية تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وفقًا للمحلل. 

أكد راسل أيضًا أن التوترات الجيوسياسية، مع استمرار الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وكذلك المخاطر السياسية المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، من المرجح أيضًا أن تحافظ على الاهتمام بالذهب. 

وبالجمع بين العوامل الهبوطية والصعودية للمعدن الأصفر، قد يظل السعر في نطاق ضيق نسبيًا لبقية العام، وفقًا لتحليل راسل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image