هل يفاجأ المركزي الأوروبي الأسواق ويخفض الفائدة؟.. السيناريو المتوقع!

هل يفاجأ المركزي الأوروبي الأسواق ويخفض الفائدة؟.. السيناريو المتوقع!
سيناريو متوقع المركزي الأوروبي

من المقرر صدور قرارات البنك المركزي الأوروبي، غدا الخميس، والتي من شأنها التأثير بكل قوة على تحركات الأسواق المالية وخاصة اليورو وأزواجه، وخاصة مع وجود احتمالية لأن يخفض البنك الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المقبلة.

فيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار من قبل المركزي الأوروبي:

أولا: أهم البيانات الأوروبية الصادرة خلال الفترة الماضية

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي قد تؤثر على قرارات البنك المركزي الأوروبي غدا الخميس، وفي هذا السياق، أصدر مكتب الإحصاءات الأوروبي، البيانات الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين السنوي (معدل التضخم) في منطقة اليورو خلال شهر يونيو السابق، والتي جاءت متباينه إلى حد قليل.

فوفقا للبيانات الواردة، سجل التضخم الأوروبي السنوي داخل منطقة اليورو ما يعادل 2.5% لهذا الشهر، ما جاء متوافق مع التوقعات التي رجحت تباطؤ نمو التضخم في منطقة اليورو إلى 2.5%. أما عن التضخم الأوروبي الأساسي، فقد أظهرت القراءة الأولية استقرار مؤشر أسعار المستهلكين السنوي بقيمته الأساسية (يقيس التغيير في أسعار السلع والخدمات المشتراة من قبل المستهلكين ولكن باستثناء تغيرات أسعار الغذاء والطاقة والكحول والتبغ)، عند مستوى 2.9% بشهر يونيو، ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيل مؤشر التضخم الأساسي في منطقة اليورو نحو 2.8%.

وأيضا، أصدرت المفوضية الأوروبية تقرير التوقعات الاقتصادية ربع السنوي، حيث كشف الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي عن توقعات النمو الاقتصادي والتضخم للكتلة الأوروبية وأيضا لمنطقة اليورو، مؤكدة على أن التضخم من المرجح أن يتباطأ بسرعة أكبر نحو هدف البنك المركزي الأوروبي.

وكذلك، توقعت المفوضية الأوروبية أن ينمو اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 0.8% بهذا العام، بدلا من 1.2% التي توقعتها المفوضية بتقريرها في نوفمبر. وكذلك، توقعت المفوضية بأن يشهد معدل التضخم تباطؤا إلى 2.5% بنهاية هذا العام من 5.4% بالعام الماضي، وسيتجه للمستوى 2.1% خلال عام 2025، ولكن وتيرة انخفاض التضخم أكثر عرضة لحالة عدم اليقين الاقتصادي.

وفي ضوء ما تم ذكره سلفا، فإن البيانات الاقتصادية الأخيرة تظهر استقرار التضخم داخل منطقة اليورو واحتمالية أن يتباطأ بشكل أكبر في الفترة المقبلة، وكذلك، استمرار المخاوف حيال النمو الاقتصادي الأوروبي هذا العام، وهو ما سيضع ضغوطا قوية على المركزي الأوروبي للاستمرار في خفض الفائدة.

ثانيا: أهم تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي بشأن الفائدة: 

أدلى عدد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي ببعض التصريحات حول الفائدة والتضخم، وفي هذا الإطار، أشارت محافظ البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، إلى أنه رغم التقدم الواضح بمعركة كبح التضخم وتراجع مستويات الأسعار، والتوقعات باستمرار المسار الهبوطي للتضخم؛ غير أن أعضاء المركزي الأوروبي بحاجة لمراقبة التحركات المفاجئة لبيانات التضخم الأوروبية عن كثب، وأنهم يحتاجون لمزيد من البيانات كي نتأكد من أن التضخم على الطريق الصحيح.

وكذلك، أكد عضو المركزي الأوروبي ومحافظ بنك إيطاليا، فابيو بانيتا، على أن المركزي الأوروبي سيواصل خفض الفائدة تدريحيا بالتوازي مع هبوط معدل التضخم، مضيفا بأن رفع الفائدة خلال الفترة الماضية ساهم في إضعاف الطلب والتضخم، وسوف يظهر ذلك في البيانات الاقتصادية المقبلة.

وأيضا، قال يواكيم ناجل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الاتحادي الألماني، إنه من المتوقع أن يصل التضخم إلى هدف المركزي الأوروبي 2% في أواخر عام 2025، وأن توقعات أسعار المستهلكين تجعل أسعار الفائدة لشهر يونيو متسقة مع ذلك، مضيفا بأن البنك سيواصل العمل بناءا على حالة البيانات الاقتصادية الواردة، وأن مجلس إدارة المركزي الأوروبي سيراجع مساره في كل اجتماع.

ثالثا: توقعات بعض المؤسسات المالية والخبراء لتحركات المركزي الأوروبي:

رأى الخبراء في بنك سوسيتيه جنرال أنه من المرجح وأن يقوم اجتماع البنك المركزي الأوروبي المقبل بتقييم البيانات المتاحة ومقارنتها بأحدث التوقعات، وأشار اقتصاديو المصرف السويسري إلى أنه في أعقاب خفض سعر الفائدة في شهر يونيو، ظل أعضاء البنك المركزي الأوروبي ثابتين على مبدأ الاعتماد على البيانات، ونظرا لأن البيانات كانت ضعيفة، فإن هناك احتمالات لخفض آخر للفائدة خلال اجتماع سبتمبر.

وأيضا، رأى الخبراء لدى دويتشه بنك بأن البنك المركزي الأوروبي ليس في عجلة من أمره للتخلص من الفائدة المرتفعة، وأنه من المتوقع أن يترك المركزي الأوروبي سياسته دون تغيير في الاجتماع القادم لمجلس الإدارة يومي 17 و18 يوليو، وخاصة وأن البنك المركزي الأوروبي لا يسير وفقا لمسار محدد مسبقا.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات البنك المركزي الأوروبي:

تشير أغلب التوقعات إلى أن المركزي الأوروبي سيبقي على الفائدة دون تغيير عند مستوى 4.25%، ومن ثم ستتجه الأنظار إلى بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كريستين لاجارد، ويتمثل السيناريو الأول، في التأكيد على استمرار هدوء الضغوط التضخمية وأنها ستواصل الانخفاض في الفترة المقبلة، بما يدفع البنك للاستمرار في خفض الفائدة بشكل أكبر خلال اجتماعاته المقبلة، وقد يكون لهذا السيناريو تأثيرا سلبيا على تحركات اليورو مقابل العملات الأخرى.

بينما السيناريو الثاني: يتمثل في قيام المركزي الأروبي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، ولكن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي للمحافظ قد يشيران إلى أن البنك سيواصل مراقبة البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، وأنه لن يقدم على خفض الفائدة قريبا حتى يثق في مسار التضخم الهبوطي، وأن قرار الفائدة المقبل سيعتمد على تطور البيانات الاقتصادية، وسيكون لهذا السيناريو تأثير إيجابي بأداء اليورو وخاصة زوج اليورو دولار.

ولكن السيناريو الثالث: يتمثل في أن يفاجأ المركزي الأوروبي الأسواق والقيام بخفض الفائدة، وهذا السيناريو قد يكون مستبعدا حاليا، إلا أنه قد يحدث، وخاصة مع تباطؤ الضغوط التضخمية في أوروبا، وهو ما يضع مزيدا من الضغوط على البنك المركزي للاستمرار في تخفيف السياسة النقدية خلال اجتماعاته المقبلة.

اقرأ أيضا:

سوق العملات يترقب بيانات التضخم البريطانية وقرارات المركزي الأوروبي

عضو المركزي الأوروبي: يبدو منطقيا خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام

محضر اجتماع المركزي الأوروبي يُظهر شكوك الأعضاء في مسار التضخم


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image