كل ما تريد معرفته عن إنقلاب بوليفيا الذي فشل..وعلاقة إيلون ماسك وشركته بالأمر

كل ما تريد معرفته عن إنقلاب بوليفيا الذي فشل..وعلاقة إيلون ماسك وشركته بالأمر

في ليل أمس فشل الإنقلاب العسكري في دولة بوليفيا بعد أن زحفت القوات العسكرية بقيادة القائد العسكري خوان خوسيه ناحية القصر الجمهوري لحاكم بوليفيا، لويس آرس.

خرج الشعب البوليفي بعد انتشار أخبار الزحف العسكري الساعي للإنقلاب على الرئيس الذي تولى منصبه في 2020 ليكون الحاكم رقم 67 لجمهورية تشيلي، ليدافع عنه ويمنع الانقلاب العسكري ويتحوّل معه خوان خوسيه من قائد انقلاب ورئيس محتمل إلى سجين، ويعلن خوسيه تعيين الجنرال خوسيه ويلسون سانشيز كقائد عسكري جديد للبلاد آملًا ألا يكرر صنيع سابقه.

في لحظات ظن الرئيس لويس آرس أنه يفقد مركزه ثم تحوّل كل شيء.

كيف فشل الانقلاب وعادت الدبابة؟

بقيادة الجنرال خوان خوسيه زونيغا اقتحمت القوات البوليفية القصر الرئاسي، مما دفع الرئيس الاشتراكي لويس آرس إلى التنديد بمحاولة انقلاب ودعوة أنصاره للدفاع عن الديمقراطية.

استولت القوات العسكرية بالفعل على الساحة الرئيسية للعاصمة، واصطدمت الدبابة بالقصر الرئاسي واستخدمت الغاز المسيل للدموع ضد الحشود التي كانت تهتف، كما أظهرت فيديوهات البث المحلي.

وقال آرس في خطاب وطني، محاطًا بحكومته: "نحتاج إلى أن ينظم الشعب البوليفي ويتحرك ضد الانقلاب ومن أجل الديمقراطية". وأشار إلى أنه موجود في كاسا غراندي، وهي ملحق بجوار القصر الرئاسي الذي تم اقتحامه.

ولم يتفاجئ الشعب حيث حذر آرس على وسائل التواصل الاجتماعي قبل حدوث الانقلاب من "عمليات غير نظامية" تقوم بها بعض الوحدات العسكرية. وأظهرت لقطات تلفزيونية الجنرال زونيغا وهو يدخل القصر ثم يغادره بسرعة بعد اصطدام المركبة المدرعة به.

كان زونيغا قد تم فصله في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن أعلن أنه سيمنع الرئيس السابق، إيفو موراليس، من الترشح للرئاسة مرة أخرى، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "إل بايس". ورغم العلاقة المتوترة بين آرس وموراليس، إلا أنهما كانا حليفين قريبين في الحزب اليساري ماس.

موراليس..قصة جديدة لها علاقة بإيلون ماسك

في البداية علينا أن نعرف أن دولة بوليفيا هي لاعب رئيسي في عالم انتاج معدن الليثيوم وهو معدن خفيف يستخدم بشكل أساسي ورئيسي في إنتاج البطاريات سواء للهواتف أو الإلكترونيات أو السيارات الكهربائية.

تمتلك بوليفيا سالار دو أويوني، وهو أكبر مسطح ملحي في العالم ويحتوي على كميات هائلة من الليثيوم. وتقدر احتياطيات بوليفيا بحوالي 7-9 ملايين طن متري من الليثيوم، مما يمثل جزءًا كبيرًا من الإمدادات العالمية.

أعربت الحكومة البوليفية عن رغبتها في الحفاظ على السيطرة على مواردها من الليثيوم وتطوير الصناعة محليًا. يشمل ذلك مبادرات لإنشاء شركات مملوكة للدولة وشراكات مع شركات أجنبية تتماشى مع المصالح الوطنية.

المصدر: ستاتيستا

وبالطبق فإن واحد من أهم المعتمدين على الليثيوم من أجل سياراته الكهربائية هو إيلون ماسك وشركة تسلا (NASDAQ:TSLA) لإنتاج السيارات الكهربائية، وقد انتشرت له تغريدة في عام 2020 عندما كان إيفو موراليس، رئيسًا لبوليفيا، يرد فيها على شخص يدعي أن الإدارة الأمريكية قادت انقلابًا على موراليس لتسهيل حصول شركات الولايات المتحدة على الليثيوم من بوليفيا.

وجاء رد إيلون ماسك، سنقوم بالإنقلاب على من نشاء، تأقلم مع الأمر!

ونتيجة لهذه التغريدة ظهرت بعض الاستراتيجيات التي ربطت بين انقلاب خوان خوسيه واعتباره جاء بدعم أمريكي أو دعم مادي من الشركات الكبرى في مجال السيارات الكهربائية وغيرها، وهو ما يتماشى مع السبب الرئيسي لقيادة زوينغا للانقلاب حيث أنه تم عزله من منصبه بسبب تهديده بالقبض على إيفو موراليس إذا سُمِح له بالترشح للمنصب الرئاسي في الانتخابات القادمة.

ويتبنى موراليس بعض السياسات التي تمنح الحكومة البوليفية سيطرة أكبر على الليثيوم.

تاريخ الاضطرابات السياسية في بوليفيا

تشتهر بوليفيا باضطراباتها السياسية، حيث شهدت حوالي 200 انقلاب وثورة منذ أن نالت استقلالها عن إسبانيا قبل قرنين من الزمن. وقد تم عزل موراليس نفسه من قبل الجيش في عام 2019 بعد انتخابات مثيرة للجدل.

في عام 2023، تجنبت بوليفيا بصعوبة أزمة مالية بتمرير قانون يسمح للبنك المركزي ببيع حوالي نصف احتياطياته من الذهب. وبعد ستة أشهر، تم بيع معظم الذهب، مما ترك البنك مع 23.5 طن فقط، وهو أعلى بقليل من الحد الأدنى القانوني البالغ 22 طنًا.

الانتخابات الرئاسية والانقسام بين موراليس وآرس

انفصل موراليس مؤخرًا عن آرس بينما كانا يتنافسان على السيطرة على الحزب الاشتراكي الحاكم. ورغم خلافاتهما، ندد موراليس أيضًا بمحاولة الانقلاب.

حاول الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وقادة يساريون آخرون في أمريكا اللاتينية التوفيق بين آرس وموراليس قبل الانتخابات الرئاسية في بوليفيا العام المقبل، وفقًا لمسؤول حكومي برازيلي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image