الأسهم الأمريكية تختتم هذا الأسبوع على ارتفاعات ملحوظة، فلماذا؟

الأسهم الأمريكية تختتم هذا الأسبوع على ارتفاعات ملحوظة، فلماذا؟
بورصة وول ستريت

حقق سوق الأسهم الأمريكية أرباحا أسبوعية ملحوظة مع ختام تداولات الأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر، حيث سجل مؤشر ناسداك المركب مكاسب قدرت بنحو 0.15%، كما بلغت أرباح مؤشر S&P 500ما يعادل 0.45%، هذا ووصلت مكاسب مؤشر Dow Jones الصناعي حوالي 0.79%.

ومع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، اختتم مؤشر Nasdaq 100 التداولات على انخفاض بنحو 1.24% إلى 14995.12 نقطة، هذا وأنهى مؤشر S&P 500 تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 0.50% ليستقر قرب 4327.79 نقطة، بينما ارتفع مؤشر Dow Jones الصناعي بواقع 0.12% ليسجل 33670.30 نقطة.

أهم العوامل التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع

وفي مستهل تعاملات الأسبوع، اجتاح ضعف شهية المخاطرة بأسواق الأسهم العالمية، بما في ذلك الأسهم الأمريكية مع تزايد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتصعيد في غزة، الأمر الذي عزز التدفقات النقدية للمستثمرين لأصول وعملات الملاذ الآمن، وهو ما أثر بوضوح على سوق الأسهم الأمريكية.

ولكن سرعان ما تعافى أداء الأسهم الأمريكية -رغم استمرار التصعيد في غزة- على خلفية التراجع الشديد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال تعاملات الأسبوع؛ إذ سجلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات القياسية تراجعا أسبوعيا قويا بنسبة 4.02%، حيث بدا التداول بسوق الأسهم الأمريكية خيارا أفضل للمستثمرين مقارنة بعوائد السندات الخالية من المخاطر تقريبا.

وفي هذا الصدد، عززت توقعات الأسواق حيال انتهاء الفيدرالي الأمريكي من دورة رفع الفائدة الزخم الهبوطي لعوائد السندات، حيث أدلى بعض أعضاء الفيدرالي الأمريكي بتصريحات أقل تشدد خلال هذا الأسبوع مرجحين عدم زيادة أسعار الفائدة لأبعد من المستويات الحالية مع الإبقاء عليها لفترة أطول من الوقت إلى أن يعود التضخم لهدف الفيدرالي الأمريكي البالغ 2%.

وبالإضافة إلى تصريحات صناع السياسة ببنك الفيدرالي الأمريكي الأقل تشددا، جاءت نتائج الأعمال لكبرى البنوك الأمريكية لتضيف دعما قويا لتحركات الأسهم الأمريكية وسط النهج التشديدي الذي اتبعه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ مارس 2022 سعيا لاحتواء التضخم المرتفع.

وخلال الربع السنوي الثالث، حقق أكبر بنك في الولايات المتحدة -جي بي مورجان- أرباحا فصلية قوية بنسبة 35% إلى 13.2 مليار دولار، مع ارتفاع ربحية الأسهم المخففة إلى 4.33 دولار للسهم، بزيادة 39% عن الربع الثالث من عام 2022، بأعلى من توقعات وول ستريت البالغة 3.89 دولار فقط.

وفي نفس الإطار الزمني، سجل بنك ويلز فارجو الأمريكي الشهير أرباحا قوية؛ حيث ارتفع صافي دخل بنك ويلز فارجو إلى 5.77 مليار دولار وذلك مقارنة مع 3.59 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

كما ارتفعت إيرادات سيتي جروب الأمريكي على أساس سنوي، بنسبة 8.6% إلى 20.1 مليار دولار بما فاق توقعات وول ستريت، مع زيادة صافي الدخل بنحو 2% إلى 3.5 مليار.

ولقد ساهمت نتائج الأعمال القوية في انتعاش سوق الأسهم الأمريكية خلال آخر جلسات الأسبوع، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي لقطاع البنوك في الولايات المتحدة أرباحا أسبوعية بنحو 1.50% ليستقر عند 404.55 نقطة مع انتهاء جلسات الأسهم الأمريكي هذا الأسبوع، بما غذى تفاؤل الأسواق حيال استقرار الأوضاع بالقطاع المصرفي في الولايات المتحدة، خصوصا في ظل بيئة أسعار الفائدة المرتفعة وتشديد الائتمان نتيجة لسعي الفيدرالي الأمريكي للسيطرة على التضخم المرتفع.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image