النفط يتكبد خسائر أسبوعية لأول مرة منذ ثلاث أسابيع، فلماذا؟

النفط يتكبد خسائر أسبوعية لأول مرة منذ ثلاث أسابيع، فلماذا؟
نفط

سجلت أسعار النفط خسائرا مع ختام جلسات الأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر ولأول مرة منذ 3 أسابيع؛ نتيجة لعدد من التطورات التي عززت الضغوط البيعية إلى حد ما على مدار تداولات الأسبوع بنسبة بلغت 1.37%، وعلى رأسها تنامي مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي.

ومع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، سجلت أسعار عقود خام برنت الفورية ارتفاعا هامشيا بنحو 0.07% إلى 92.22 دولارا للبرميل، بجانب ارتفاع أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.68% إلى 89.88 دولارا للبرميل.

أهم العوامل المؤثرة على أسعار النفط هذا الأسبوع

وجاءت خسائر عقود النفط الخام القياسية الأسبوعية مدفوعة بتصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعد انتهاء اجتماعه المنعقد بالأسبوع الماضي؛ حيث صرح الفيدرالي بأنه من المحتمل أن يواصل البنك المركزي نهجه التشديدي ورفع سعر الفائدة مجددا هذا العام فضلا عن احتمالية أن يبقي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعا، مؤكدا على احتمالات أن يدخل اقتصاد الولايات المتحدة حالة الركود.

ولقد أثارت هذه التصريحات مخاوف الأسواق حيال تباطؤ النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة خلال الفترات المقبلة، وما له من تأثير فج على الطلب النفطي، حيث تعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة لخام النفط عالميا، ناهيك عن كونها أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم.

هذا وتكبد سوق النفط خسائرا هذا الأسبوع أيضا بفعل تنامي مخاوف الأسواق حيال الطلب الصيني -وهي أكبر مستورد عالمي للخام- على النفط جراء تصريحات أحد المسؤولين في الصين حول الصعوبات والتحديات التي يواجهها الاقتصاد بعدما أبقى بنك الصين الشعبي على أسعار الفائدة على الإقراض باجتماعه المنعقد بالأسبوع المنتهي عند مستوياتها دون تغيير، في خطوة كان من الممكن أن تقدم دعما قويا لأسعار النفط الخام آنذاك.

وعلى الصعيد الآخر، حالت بعض العوامل الإيجابية دون تراجع أسعار النفط بوتيرة أكبر؛ ومن بينها إيجابية بيانات مخزونات النفط الأمريكية بالأسبوع المنتهي في 15 سبتمبر، والتي كشفت عن انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بنحو 2.1 مليون برميل تقريبا، بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت لانخفاضها بنحو 1.3 مليون برميل خلال تلك الفترة فقط، وهو ما دعم تحركات أسعار النفط.

والعامل الثاني يتمثل في حظر روسيا صادرات البنزين والديزل إلى كافة الدول خارج الدول أربع دول سوفيتية سابقة، بدعوى تعزيز استقرار سوق الطاقة وتأكيد المتحدث باسم الكرملين بيسكوف بأن هذا الحظر سيظل قائما طالما دعت الحاجة لذلك، وهو ما دعم أداء النفط الأسبوعي إلى حد ما مع تنامي مخاوف تراجع المعروض بالأسواق.

كما حظيت أسعار النفط بدعم حال دون تراجعها بوتيرة أقوى بفعل توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بانخفاض إنتاج الولايات المتحدة من النفط بشهر أكتوبر إلى أدنى مستوى منذ مايو 2023، إلى 9.393 مليون برميل يوميا بشهر أكتوبر، مقابل 9.433 مليون برميل يوميا في سبتمبر.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image