الدولار يهبط ويتخلى عن أرباحه المبكرة رغم حديث باول المتشدد، فلماذا؟
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا آخر خلال تعاملات يوم الخميس، بعدما ظل محافظا على تداولاته قرب مستوى إغلاق الجلسة السابقة خلال التعاملات المبكرة، واتجه الدولار بعد ذلك لتحقيق الأرباح خلال الجلسة الأوروبية لتمتد أرباحه للجلسة الأمريكية بعد ذلك على خلفية قرارات الفائدة للبنوك المركزية الأخرى، وبعض البيانات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة، ولكنه ما لبث أن محى تلك الأرباح واتجه لتكبد خسائر واضحة في ساعات التداول الأخيرة.
الدولار الآن
تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.1% ليسجل 105.33 نقطة، بعدما ارتفع قبلها إلى 105.73 نقطة، وكانت المرة الأخيرة التي سجل مؤشر الدولار فيها إلى هذا المستوى المرتفع في 9 مارس الماضي.
ما الذي أثر على تحركات الدولار ؟
سجل الدولار أعلى مستوى في أكثر من أشهر ونصف، على خلفية تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بالمؤتمر الصحفي للسياسة النقدية مساء الأربعاء إلى أن سياسته ستظل مقيدة لفترة أطول من الوقت حتى ضمان استقرار التضخم عند هدف 2%.
وجاء هذا بعدما أعلنت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قرارها بالإبقاء على سعر الفائدة عند 5.5%، لكن التوقعات الصادرة في الرسم البياني أظهرت احتمالية زيادة أخرى هذا العام، ثم تخفيضين فقط في عام 2024.
وفي حديثه، أكد باول على أن الاحتياطي الفيدرالي سيلتزم بالتشديد النقدي حتى يهبط التضخم بشكل مؤكد، مشيرا لأن البنك المركزي سيستعد بحذر لرفع جديد بسعر الفائدة، خاصة في ظل استمرار الاقتصاد الأمريكي بتسجيل معدلات نمو فوق الاتجاه، وهو ما يعكس تباطؤا أقل من المرغوب في مستوى الطلب.
وخلال الجلسة الأوروبية اليوم، انخفض الجنيه الاسترليني والفرنك السويسري بعد أن أبقى كلا من البنك الوطني السويسري وبنك اإجلترا من بعده على أسعار الفائدة دون تغيير، بما يخالف توقعات الأسواق التي أشارت لرفع آخر من قبل لجنة السياسة النقدية في كلا البنكين.
وأدت خسائر الفرنك السويسري والجنيه الإسترليني إلى توسيع أرباح الدولار الذي استفاد من تلك الخسائر بشكل كبير، خاصة في ظل استمرار حصوله على الدعم من التصريحات المتشددة لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي أمس، وهو ما تسبب بالمزيد من الأرباح للعملة الخضراء.
وفضلا عن ذلك، أظهرت البيانات الصادرة اليوم في الولايات المتحدة تراجعا كبيرا في طلبات إعانات البطالة الجديدة بما يفوق التوقعات، خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس استمرار مرونة وضيق سوق العمل الأمريكي، وساعد هذا الدولار على الاحتفاظ ببعض الأرباح أيضا .
ولكن القراءة السلبية لمؤشر فيلادليفيا التصنيعي وكذلك مبيعات المنازل الجديدة، قد حدت من مكاسب الدولار ، كما شهد الدولار أيضا حركة هبوط عنيفة دفعته للتخلي عن تلك الأرباح والهبوط بقوة خلال الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش، في نفس الوقت الذي هبط فيه زوج الدولار ين أيضا بنفس الوتيرة القوية، وهو ما قد يرجع إلى المخاوف من تدخل بنك اليابان لدعم الين، مما تسبب بعمليات بيع على الدولار لصالح الين وسط التحذيرات المستمرة اليوم.
الدولار وأزواج العملات
وعلى صعيد التداولات، استقر اليورو مقابل الدولار الأمريكي عند 1.0660 دولار، في حين هبط الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي بنحو 0.45% إلى 1.2288 دولار، على خلفية تثبيت بنك إنجلترا لسعر الفائدة على عكس المتوقع.
وبالنسبة لتداولاته أمام عملات الملاذ الآمن، فقد هبط الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.66% ليصل إلى 145.42 ين، كما ارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.50% إلى 0.9033 فرنك، بعد قرار الوطني السويسري بتثبيت الفائدة أيضا اليوم.
وفي نفس الوقت، انخفض الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنحو 0.46% إلى 0.6418 دولار أمريكي، في حين استقر الدولار النيوزلندي أمام الدولار الأمريكي عند 0.5928 دولار أمريكي، بعد بيانات النمو النيوزلندية الأعلى من المتوقع، وارتفع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنحو 0.25% إلى 1.3496 دولار أمريكي