هل يواصل المركزي الأوروبي إبطاء وتيرة رفع الفائدة؟ السيناريو المتوقع!

هل يواصل المركزي الأوروبي إبطاء وتيرة رفع الفائدة؟ السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات البنك المركزي الأوروبي

سيتابع متداولي اليورو باهتمام كبير صدور قرارات البنك المركزي الأوروبي حول السياسة النقدية خلال شهر يوليو الجاري، وبخاصة بعد أن أبطأ المركزي الأوروبي وتيرة رفع الفائدة خلال الاجتماعيين الماضيين ورفع قدره 25 نقطة أساس فقط، ومن ثم سيكون تركيز أسواق العملات منصبا على بيان السياسة النقدية، والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كريستين لاجارد، لمحاولة الاستدلال على أي تلميحات حول مستقبل التشديد النقدي، وهو ما سيكون له تأثير قوي للغاية على تحركات أسواق العملات وبخاصة زوج اليورو دولار، وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ قرارات السياسة النقدية الأوروبية:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية لمنطقة اليورو:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو منذ الاجتماع السابق للبنك المركزي الأوروبي، وهذه البيانات سيكون لها تأثير واضح على قرارات المركزي الأوروبي حول السياسة النقدية، وفي هذا الإطار، أفادت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي الصادرة بأن القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين السنوي - التضخم السنوي - في منطقة اليورو قد جاءت أقل من توقعات الأسواق، حيث سجل التضخم السنوي نحو 5.5% خلال شهر يونيو، وهو أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 5.6%، كما أنه أقل من القراءة السابقة التي سجلت نسبة 6.1% بشهر مايو الماضي. وخلال الفترة نفسها، سجلت القراءة الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية نحو 5.4% على أساس سنوي خلال يونيو، وهو أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 5.5%، بعدما كان قد سجل 5.3% بنهاية مايو الماضي.

وفي الوقت ذاته، كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات Markit سلبية بيانات القطاع التصنيعي داخل ألمانيا خلال شهر يوليو الجاري بأسوأ من توقعات الأسواق، حيث سجلت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات بالقطاع التصنيعي 38.7 نقطة، بينما أشارت توقعات الأسواق لتسجيله 40.9 نقطة، كما أنها أقل أيضا من القراءة السابقة البالغة 40.6 نقطة المراجعة من 41.0 نقطة. وأيضا، جاءت القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات بالقطاع الخدمي داخل ألمانيا سلبية في نفس الفترة، حيث سجل المؤشر 52.0 نقطة، وهي أسوأ من التوقعات التي أشارت لارتفاعه إلى 53.2 نقطة فقط، كما أنها دون القراءة السابقة البالغة 54.1 نقطة.

وأيضا، أظهرت بيانات مكتب إحصاءات Markit، انكماش القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات في القطاع التصنيعي داخل فرنسا بأسوء من توقعات الأسواق، حيث سجلت القراءة الأولية لمؤشر PMI التصنيعي نحو 44.5 نقطة خلال يوليو الجاري، بأسوء من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى تسجيل المؤشر نحو 46.1 نقطة، وسجلت القراءة السابقة بنحو 46.0 نقطة خلال يونيو الماضي.

وفي ضوء تراجع الضغوط التضخمية في أوروبا خلال الفترة الماضية، جنبا إلى جنب مع تضرر قطاعي التصنيع والخدمات من رفع الفائدة، فقد تؤثر هذه البيانات بكل وضوح على قرارات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.

عاجل: البيانات الأولية لمؤشر التضخم الأوروبي سلبية ودون التوقعات!

ثانيا: أبرز تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي:

حافظ أغلب أعضاء وصانعي السياسة بالبنك المركزي الأوروبي على نبرتهم الحذرة وضرورة الاستمرار في إبطاء رفع الفائدة بالتزامن مع هدوء الضغوط التضخمية، وفي هذا الإطار، أفاد صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي ، بوستجان فاسلي، بأنه من المُرجح أن يظل التضخم الأساسي مرتفعا ومرنا، وعلى هذا النحو، قال فاسلي بأن المركزي الأوروبي بحاجة إلى مواصلة تشديد السياسة النقدية في اجتماعه القادم، حتى يستطيع ترويض التضخم.

وأيضا، أكد عضو المركزي الأوروبي يواكيم ناجل، بأنه على الأرجح، فإن البنك المركزي الأوروبي قد يرفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع يوليو، مضيفا بأنه سيكون من الخطأ تخفيف السياسة النقدية في وقت مبكر جدا أو خفض أسعار الفائدة مرة أخرى قبل الأوان.

وكذلك، أفاد عضو البنك المركزي الأوروبي ، كلاس نوت، بأنه من الضروري رفع أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية في المركزي الأوروبي بشهر يوليو، وعبر عن تفاؤله بوصول التضخم إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% بحلول 2024، مضيفا بأنه لا يزال هناك المزيد من الزيادات في الفائدة ولكن ليس مؤكدا حاليا.

عضو المركزي الأوروبي: على الأرجح سنرفع الفائدة بهذه النسبة خلال اجتماع يوليو!

ثالثا: توقعات البنوك الكبرى لقرارات المركزي الأوروبي:

توقع اقتصاديو Commerzbank الألماني تحركات اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة  خلال الفترة المقبلة؛ وسط مخاوف استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة بما يضغط بقوة على البنك المركزي الأوروبي.  وبهذا الصدد أوضح المحللون بأن بيانات التضخم بمنطقة اليورو أفادت بأن البنك المركزي الأوروبي سيتعين عليه بذل المزيد من الجهد أو سيتعين عليه الحفاظ على سياسة نقدية تقييدية لفترة أطول، وهو ما يعزز اليورو. كما سيحظى اليورو بدعم أقوى من عدم رغبة البنك المركزي الأوروبي في إثارة الشكوك حول مصداقيته في مكافحة التضخم المرتفع؛ وهذا من شأنه أن يقدم دفعة قوية لأداء اليورو.

وبدورها، كشفت أكبر شركات إدارة الأصول على مستوى العالم، بلاك ورك، عن تقديراتها لقرار البنك المركزي الأوروبي المرتقب، حيث توقعت الشركة قيام البنك المركزي الأوروبي  برفع أسعار الفائدة مرة أخرى باجتماعه المرتقب في فرانكفورت الألمانية، وبنسبة 0.25%. 

توقعات بلاك روك لقرارات الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات البنك المركزي الأوروبي:

يتمثل السيناريو الأول في قيام المركزي الأوروبي برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع، ولكن التركيز سيكون على بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كريستين لاجارد، وقد يتضمنان إشارات إيجابية حول رغبة البنك في استمرار تشديد السياسة النقدية اعتمادا على البيانات الاقتصادية الواردة وبخاصة بيانات التضخم التي لا تزال مرتفعة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه قد يؤثر إيجابيا بتداولات اليورو بأسواق العملات.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في قيام المركزي الأوروبي برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، ولكن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لكريستين لاجارد، قد يتحدثان عن هدوء الضغوط التضخمية خلال الفترة الماضية، وأن ذلك قد يدفع البنك لإنهاء دورة التشديد النقدي قريبا خوفا من حدوث ركود اقتصادي، وهذا السيناريو في حالة حدوثه قد يكون له تأثير سلبي على تحركات اليورو وبخاصة زوج اليورو دولار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image