خبير اقتصادي: مع خسارة بوتين حرب الطاقة، أزمة الغاز تقترب من نهايتها!
قال الخبير الاقتصادي الفرنسي بيير أندوراند، في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، أن دول الاتحاد الأوروبي تمكنت من التعايش دون حاجة للاعتماد على الغاز الروسي، كما خاطرت بتعرض اقتصاداتها لأزمة طاقة هي الأسوأ على الإطلاق، غير أن الدلائل الأخيرة تدعم خسارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرب الطاقة مع الاتحاد الأوروبي.
وتابع أندوراند، إن بوتين أخطأ حين اعتزم خفض صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في العام الماضي، لأنه على الرغم من نجاحه في دفع الأسعار إلى الارتفاع مؤقتا، إلا أنه قلل من قدرة المشترين على التكيف مع تلك الأسعار المرتفعة.
وفي هذا الشأن، أوضح أن أسعار الغاز الطبيعي ارتفعت بشكل كبير في الاتحاد الأوروبي، حيث ترتب على التخفيضات الكبيرة في صادرات الغاز الروسية دفع السعر القياسي الأوروبي فوق 300 يورو للميجاوات في الساعة بشهر أغسطس الماضي، أي أكثر من 10 أضعاف مستواه الطبيعي.
لكن هذا الأمر لم يستمر طويلا، حيث تراجعت أسعار الغاز في أوروبا خلال الأشهر الأخيرة إلى حوالي 50 يورو لكل ميجاوات في الساعة، علما بأنها لا تزال مرتفعة، وبالتالي إذا استقرت أسعار الغاز عند تلك المستويات، فمن المحتمل ألا يتأثر التضخم والفائدة بفداحة كما هو متوقع.
كما اتضحت قدرة دول الاتحاد الأوروبي على التصدي لتلك الأزمة بعض الشيء؛ لذا يمكن القول أنه لم يعد هناك تخوف من أزمة الطاقة إلى حد ما، مضيفا بأن روسيا خسرت أكبر عملائها للأبد، وقد يستغرق الأمر أعواما من أجل توجيه صادرات الغاز الروسي إلى السوق الآسيوي، وفي حال تمكنت روسيا من بيع الغاز إلى الصين فقط، ستكون الصين في وضع يمكنها من تحديد السعر.
وبالنسبة لأسعار النفط، أوضح الاقتصادي الفرنسي أن أسعار النفط انخفضت بشكل واضح خلال الأشهر الأخيرة وقد تشهد ارتفاعا بالتزامن مع تسارع الانتعاش الاقتصادي للصين بفعل توقف الحكومة الصينية بصورة نهائية عن تطبيق سياسة صفر-كوفيد.
وأخيرا، توقع الخبير ألا تواجه الأسواق نقصا في الإمدادات الروسية؛ نظرا لأن روسيا أظهرت أنها مستعدة لنقل البراميل حتى لو كانت بأسعار منخفضة للغاية.