التقرير الأسبوعي: لماذا لم تدعم حزمة التحفيز الأسهم الأمريكية؟

تراجعت الأسهم الأمريكية مع تزايد قلق بعض المستثمرين من أن خطة حزمة التحفيز التي قد أبلغ عنها الرئيس المنتخب جو بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار قد تؤدي إلى زيادة الضرائب على الشركات. لذا يتجه مؤشر ستاندرد آند بورز إلى إنهاء تداولات الأسبوع منخفضا، مما يمحو بعض المكاسب التي تحققت في أوائل يناير عندما ارتفع المؤشر إلى مستوى قياسي جديد. وتجدر الإشارة إلى أنه لطالما رحبت الأسواق بخطط الديمقراطيين لتوسيع الإنفاق الحكومي وتعزيز الانتعاش الاقتصادي. لكن حجم خطط بايدن لحزمة التحفيز القادمة، التي أعلن عنها مساء يوم الخميس، تقلق المستثمرين إلى حد كبير.

وفي هذا السياق، قد أدت حزم الإنفاق الفيدرالي السخي التي قدمها بنك الاحتياطي الفيدرالي بما يقرب من 3 تريليونات دولار إلى تعزيز مكاسب بنسبة 70% في الأسهم الأمريكية من أدنى مستوياتها في مارس 2020. ولكن خطة بايدن التحفيزية يمثل أكثر من ضعف الحزمة التي تمت الموافقة عليها في أواخر ديسمبر. ويتضمن اقتراح بايدن لحزمة التحفيز، زيادة مدفوعات إعانة البطالة الإضافية إلى 400 دولار في الأسبوع وتمديدها حتى نهاية سبتمبر المقبل، وتقديم المدفوعات المباشرة للعديد من الأمريكيين بقيمة 1,400 دولار. ويدعو المقترح أيضا إلى تقديم 350 مليار دولار كمساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية، و 70 مليار دولار لبرامج اختبار فيروس كورونا ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولار في الساعة.  هذا يأمل المستثمرون أن يساعد الإنفاق الإضافي في توجيه الاقتصاد الأمريكي خلال فصل الشتاء الذي شهد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا وتدهور البيانات الاقتصادية. فقد أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس أن عدد العاطلين الذين قد تقدموا للحصول على إعانات البطالة، سجل أكبر ارتفاع أسبوعي منذ انتشار الوباء في مارس الماضي.

وأخيرا، قد أدت الارتفاعات القياسية في الأسهم إلى رفع تقييمات أسعار الأسهم الأمريكية من قبل العديد من البنوك الاستثمارية الكبرى إلى مستويات لم تشهدها منذ عقدين، مما أدى إلى تحذيرات من فقاعة ستؤدي إلى انفجار الأسعار عن طريث عمليات بيع سريعة وحادة. وهذا ما يفسر قلق المستثمرين في الوقت الحالي، إلى جانب أن سرعة اتخاذ بايدن لقرار مثل قرار حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار، قد أشار إلى إمكانية أن نشهد سرعة لتمرير قرار آخر قد يتضمن رفع الضرائب على الشركات بما يضغط على أسعار الأسهم وهو الأمر الذي قد ألمح إليه بايدن من خلال حملته الانتخابية في أواخر العام الماضي.