أسعار الذهب إلى أين؟
أخذت أسعار الذهب استراحة خلال تداولات اليوم الأربعاء من انتعاش شديد أدى إلى ارتفاع المعدن النفيس في الأيام الماضية بعيدا عن أدنى مستوياته في خمسة أشهر التي شهدتها في نهاية نوفمبر، وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت إلى مستويات 1875 دولار للأوقية، قبل أن تنخفض خلال تداولات اليوم ويتم تداولها أعلى مستويات 1840 دولار للأوقية حاليا.
يأتي التراجع في أسعار الذهب على الرغم من أن إدارة الرئيس ترامب اقترحت حزمة تحفيزية جديدة تقدر بحوالي 916 مليار دولار من المساعدات، بما في ذلك الشيكات للأمريكيين المتضررين بشدة، وهو من المفترض أن يوفر دعما لأسعار الذهب والسلع الثمينة الأخرى، ولكن مع بدء ارتفاع عائدات السندات بسبب التفاؤل حيال الاقتصاد الأمريكي وهو عائق تنافسي محتمل للذهب والفضة، فمن المحتمل أن يكون التحفيز المالي له تأثير سلبي على أسعار الذهب.
ولقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 0.944٪ وساعدت في الضغط على أسعار الذهب، حيث ارتفعت بأكثر من 3 نقاط أساس إلى 0.94٪. ومن المؤكد يمكن أن يؤدي ارتفاع العائدات إلى تقويض الشهية للمعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب.
بالإضافة إلى ذلك، فمع طرح لقاح كورونا في المملكة المتحدة وربما قريبا في الولايات المتحدة، حيث تستعد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمراجعة لقاح فايزر غدا الخميس الأمر الذي يجعل تحركات أسعار الذهب محدودة، حيث يوفر قرب توزيع اللقاح تزايد الأمل في العودة إلى اقتصاد أكثر طبيعية، بما يقلل من الحاجة إلى استثمارات الملاذ الآمن.
وتؤثر قرارات البنوك المركزية على أسعار الذهب، حيث أن المزيد من التيسير النقدي سيؤدى إلى المزيد من الطلب على الذهب، ومن المؤكد أن هناك المزيد من التحفيز النقدي حاليا، ولكن مع الصعوبات التي تواجهها الاقتصادات العالمية، فقد تتجه البنوك المركزية الكبرى إلى تعزيز التيسير النقدي بما يعزز الطلب على الذهب. ولكن على الجانب الاَخر، قد تنسحب البنوك المركزية من التيسير النقدي تدريجيا إذا ما بدأت الأوضاع تعود إلى طبيعتها، وهو سيكون له تأثير سلبي على أسعار الذهب وقد يفقد الذهب بريقه كملاذ اَمن.
وفي الوقت نفسه، يقول مستثمرو الذهب المتفائلون إن الاتجاه الضعيف المستمر للدولار الأمريكي، والذي يتم تسعير العديد من السلع به، سيعزز أسعار الذهب والفضة والأصول الثمينة الأخرى التي يتم شراؤها باستخدام العملات. وأيضا حاله عدم اليقين التي تتزامن مع التوترات بين الولايات المتحدة والصين منذ الإعلان عن فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقيود جديد على 14 مسؤول صيني، الأمر الذي سوف يكون له تأثير داعم لأسعار الذهب خلال الأيام المقبلة.