الذهب يرتد من أدنى مستوى في أسبوع مع تعزز المخاوف بشأن النشاط الاقتصادي العالمي
ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الاثنين، حيث ارتدت أسعار المعدن الأصفر من أدنى مستوياتها في أسبوع لتتعافي اليوم وسط لجوء المستثمرين إلى الحذر تزامناً مع صدور مؤشرات مديري المشتريات لمجموعة من الاقتصادات البارزة اليوم بجانب بعض البيانات الصينية، وقبل يومين من صدور قرار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
الذهب الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار عقود الذهب الفورية بنسبة 0.57% لتسجل 2,663.98 دولار للأوقية، في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير بنسبة 0.20% لتصل إلى 2,681.84 دولار للأوقية.
ما الذي أثر على تحركات الذهب اليوم؟
أظهرت مؤشرات مديري المشتريات الصادرة في أوروبا صباح اليوم تباطؤاً واضحاً للنشاط التصنيعي بدول القارة، حيث ظلت مؤشرات القطاعات التصنيعية لدول القارة داخل منطقة الانكماش مع تحسن طفيف فقط شهدته القطاعات الخدمية لتلك الدول، والتي كان على رأسها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مع تراجع حاد في التوظيف بالقطاع الخاص داخل بريطانيا ومنطقة اليورو ككل.
أدت تلك البيانات السلبية والتي أكدت على الكفاح الذي يشهده النشاط الاقتصادي لدول أوروبا على رسم صورة متشائمة للنشاط الاقتصادي بالقارة بعد تصريحات مؤكدة للأمر من محافظ البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد وبيانات النمو السلبية في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، الأمر الذي عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن من قبل المستثمرين اليوم.
جاء هذا في الوقت الذي أظهرت فيها بيانات حكومية صباح اليوم أن الاقتصاد الصيني لا يزال يعاني بشكل حاد من ضعف الطلب والاستهلاك المحلي، على الرغم من الإجراءات التحفيزية الكبيرة التي أعلنت عنها حكومة الصين خلال الأشهر الأخيرة لدعم النشاط والإنفاق الاستهلاكي، وأظهرت البيانات نمواً أقل من المتوقع في مبيعات التجزئة بالبلاد خلال شهر نوفمبر الماضي.
في نفس الوقت، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال تعاملات اليوم، حيث انخفضت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.52% لتسجل 4.375%، كما تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين – والتي تعد مؤشراً لتوقعات أسعار الفائدة الفيدرالية – بنسبة 0.45% مسجلة 4.222%، مع التوقعات بخفض مقبل للفائدة باجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوع، وهو ما أعطى الذهب المزيد من الدعم.
من ناحية أخرى، أدت التصعيدات الأخيرة للتوترات الجيوسياسية، خاصة في ظل التحركات الأكثر حدة بالحرب الروسية الأوكرانية، إلى تعزيز إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، وسط موجة من الحذر مدفوعة أيضاً بترقب المستثمرين قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.