ساكسو بنك: المضاربون يندفعون نحو الذهب.. وبيع اليورو الأعلى في 4 سنوات

ساكسو بنك: المضاربون يندفعون نحو الذهب.. وبيع اليورو الأعلى في 4 سنوات
الذهب

أكد أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، في تقرير حديث، أن بداية الأسبوع شهدت أداءً قويًا لقطاع السلع، مدفوعًا بالمكاسب التي تحققت في قطاعي الطاقة والمعادن الصناعية. وأشار هانسن إلى أن الأسواق استجابت لمجموعة من التطورات المؤثرة، مما أسهم في هذا الأداء الإيجابي في جميع القطاعات.

وأوضح هانسن أن الانهيار المفاجئ للنظام في سوريا كان من أبرز هذه التطورات، حيث زاد من حدة التوترات الجيوسياسية وأدى إلى إحياء المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، شدد على أن الأخبار الأكثر تأثيرًا كانت من الصين، حيث أعلن المكتب السياسي الصيني بقيادة الرئيس شي جين بينغ عن تحول استراتيجي في السياسة النقدية لعام 2025، وهو التحول الأول من نوعه منذ عام 2011. وأضاف هانسن أن هذا التوجه يعكس التزامًا بتعزيز ثقة المستهلكين ودعم أسواق العقارات والأسهم المتعثرة، رغم التحفيزات الكبيرة التي أُطلقت منذ سبتمبر. ورغم ذلك، أكد هانسن أن انتعاش الاقتصاد الصيني ما زال يواجه تحديات كبيرة، لا سيما بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي قد تضعف الطلب على الصادرات.

كما أشار هانسن إلى أن تفاؤل المتداولين في المعادن الصناعية يعتمد بشكل أكبر على الإجراءات السياسية الملموسة بدلاً من التصريحات، موضحًا أن الأنظار تتجه إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الذي سينطلق يوم الأربعاء، حيث يمكن أن تؤدي الإجراءات الملموسة إلى إشعال زخم جديد في الأسواق.

وفيما يخص الأسابيع القادمة، أكد هانسن أن تسعة بنوك مركزية رئيسية ستجتمع لرسم مسار السياسة النقدية، مع توقعات بتخفيضات في أسعار الفائدة من أربع من هذه المؤسسات على الأقل، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. كما توقع أن يقوم بنك كندا والبنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري بتيسير السياسة النقدية.

سوق العملات

أشار هانسن إلى استجابة المضاربين لتراجع الدولار الأمريكي، حيث قاموا بتقليص إجمالي صفقات شراء الدولار بنسبة 2% إلى 22.5 مليار دولار أمريكي، مع ملاحظة أن هذا التراجع كان متفاوتًا، حيث استمر بيع اليورو والفرنك السويسري والجنيه الإسترليني، لكن كان هناك طلب على الين الياباني، مما أدى إلى تحول صافي المركز إلى مركز شراء صغير. وأضاف هانسن أن صفقات البيع على اليورو ارتفعت إلى 57.5 ألف عقد، وهو أكبر مستوى منذ مارس 2020.

سوق السلع

أكد هانسن أن مؤشر بلومبرغ للسلع خسر حوالي 1% في الأسبوع الأخير، نتيجة لخسائر لحقت ببعض السلع الرئيسية مثل الغاز الطبيعي والديزل والقمح، فيما شهدت السلع الأخرى مثل الكاكاو والقهوة عمليات جني أرباح قبل أن تستأنف الارتفاع. وأشار هانسن إلى أن انخفاض الدولار الأمريكي قدم بعض الدعم للمعادن الثمينة والصناعية، بينما تلقى النفط الخام دعمًا في انتظار تأجيل محتمل من جانب أوبك وحلفائها في رفع الإنتاج.

وأوضح هانسن أن الاستجابة لهذه التطورات كانت ضعيفة نسبيًا من قبل حسابات الأموال المدارة، حيث لم يتغير إجمالي الانكشاف على العقود الآجلة الرئيسية الـ 27 التي تم تتبعها خلال الأسبوع. وذكر هانسن أن الطلب الأقوى كان على خام برنت، الذهب، فول الصويا، السكر وعقود الماشية، في حين كانت هناك عمليات بيع ملحوظة في زيت الغاز (الديزل) والغاز الطبيعي والقمح والقهوة.

تفاصيل إضافية حول المراكز الآجلة

  • الطاقة: أكد هانسن أن هناك شراءً صافياً لخام غرب تكساس الوسيط، لكن مراكز الشراء على خام برنت تم تقليصها إلى أدنى مستوى لها منذ مايو. كما تم تقليص صفقات شراء النفط والغاز الطبيعي بنسبة تزيد عن 30%.
     

  • المعادن: ذكر هانسن أن هناك زيادة طفيفة في صفقات الشراء على الذهب بسبب تغطية صفقات البيع، بينما شهدت المعادن الأخرى أيضًا قدراً ضئيلاً من الشراء الصافي.
     

  • الحبوب: أشار هانسن إلى أن بيع القمح للأسبوع الرابع رفع صافي مراكز البيع إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر، بينما ارتفع إجمالي صافي مراكز البيع في الذرة وزيت الصويا إلى -156 ألف عقد، وهو أقل بكثير من متوسط مراكز الشراء خلال خمس سنوات.
     

  • السلع الزراعية: تحدث هانسن عن تصحيح طفيف في أسعار الكاكاو والقهوة، ما دفع بعض عمليات جني الأرباح، لكن الأسعار عادت للارتفاع مجددًا. وفي سوق الماشية، أشار هانسن إلى أن مراكز الشراء في الأبقار الحية وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ مايو 2019، بينما سجلت مراكز الشراء في الخنازير الخفيفة أعلى مستوى لها على الإطلاق.

ختامًا، أكد هانسن أن هذه التطورات تؤكد أهمية مراقبة مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي سيكون لها تأثيرات كبيرة على أسعار السلع في المستقبل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image