مخاوف ضعف الطلب العالمي تهبط بأسعار النفط خلال التعاملات

سجلت أسعار النفط الخام هبوطا قويا خلال تداولات يوم الخميس، مع تزايد مخاوف أسواق الطاقة حيال ضعف الطلب الأمريكي والصيني على النفط الخام.

وعلى صعيد تعاملات اليوم، انخفضت الأسعار الفورية لعقود خام برنت إلى 89.46 دولار للبرميل بنسبة انخفاض بلغت 0.46%، وفي نفس الوقت، تراجعت الأسعار الفورية لعقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.51% إلى 85.09 دولار للبرميل.

ما الذي يقود الانخفاض الملحوظ لأسعار النفط الخام بالتداولات؟

ساهمت عوامل عديدة في دعم الزخم الهبوطي لتحركات النفط بتعاملات اليوم، يمكن تناول أبرزها على النحو التالي:

أولا: التطورات الصينية

تعرضت تداولات النفط الخام لضغوط بيعية قوية على إثر سلبية بيانات التضخم في الصين، حيث كشفت البيانات الرسمية الصادرة صباح اليوم عن تباطؤ نمو التضخم السنوي الصيني إلى 0.1% بشهر مارس الماضي، بعدما سجل المؤشر نموا بنسبة 0.7% خلال فبراير، علما بأن الأسواق رجحت تباطؤ نمو التضخم السنوي إلى 0.4% فقط.

وهذه التطورات تعكس بوضوح تعثر الأوضاع الاقتصادية في الصين، وهي أكبر مستورد عالمي للخام، وما له من تداعيات سلبية على تعافي الطلب الصيني، ولهذا السبب، تراجعت أسعار النفط الخام بشكل ملحوظ خلال التعاملات.

ثانيا: التطورات الأمريكية

لا تزال تعاملات النفط الخام تواجه ضغوط هبوطية حادة جراء تسارع نمو التضخم في الولايات المتحدة خلال مارس الماضي، وانعكاس ذلك على النمو الاقتصادي الأمريكي وبالتالي الطلب على النفط الخام، حيث تتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول الأكثر استهلاكا للخام عالميا.

وفي هذا الصدد، ساهمت بيانات التضخم الأعلى من التوقعات في تعزيز احتمالات أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مما تتوقعه الأسواق، أي إبقاء السياسة النقدية متشددة خلال العام أو أقل قليلا، بعدما كانت الأسواق تتوقع بدء خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع يونيو المقبل.

وهذا ما ألمح إليه محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأخير، والصادر مساء أمس، بأن مسار انخفاض التضخم تجاه الهدف لا يزال غير واضح، مع الإشارة للمخاطر الصعودية التي قد تهدد بإشعال التضخم مجددا وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية.

وكذلك، هبطت أسعار النفط الخام متضررة من سلبية بيانات مخزونات النفط الأمريكي للأسبوع الماضي، حيث ارتفع حجم المخزون بواقع 5.8 ملايين برميل فيما رجحت الأسواق ارتفاع مخزونات النفط بحوالي 900 ألف برميل فقط، ما يشير لتضرر الطلب على النفط الخام داخل الولايات المتحدة.