الذهب يفتتح الأسبوع على مستوى تاريخي جديد رغم قوة الدولار والسندات.. فلماذا؟
استمرت سلسلة المكاسب القياسية لأسعار الذهب لتفتتح السبائك جلسة اليوم الاثنين على مستوى تاريخي جديد، متجاهلة قوة الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، إذ تجاوزت أسعار الذهب الفورية مستوى 2,350 دولار بوقت مبكر من الجلسة.
الذهب الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الفورية لمعدن الذهب بنحو 0.42% لتسجل 2,338.42 دولارا للأوقية، بعدما لامست في وقت مبكر من الجلسة مستوى 2,354.09 دولار للأوقية، وكذلك صعدت أسعار عقود الذهب الآجلة، تسليم شهر يونيو، بحوالي 0.54% مسجلة 2,358.00 دولارا للأوقية.
أما بالنسبة للمعادن الأخرى خلاف الذهب اليوم، فقد صعدت أسعار عقود الفضة الفورية بنسبة 1.06% إلى 27.77 دولارا للأوقية ، كما ارتفعت عقود البلاتينيوم الفورية بحوالي 0.1% إلى 931.30 دولارا للأوقية ، في حين استقرت عقود البلاديوم عند 1,005.22 دولارا للأوقية.
لماذا واصل الذهب أرباحه القياسية اليوم؟
ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد بتعاملات اليوم مواصلة مكاسب الأسبوع السابق التي تجاوزت 4%، وسط الإشارات الجديدة على تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف أماكن متفرقة في مدينة رفح صباح اليوم بعد مرور يوم واحد فقط من سحب قواتها البرية من جنوب قطاع غزة، وكذلك وسط مخاوف من رد إيران المحتمل على قصف الاحتلال سفارتها في سوريا.
وعزز حجم عمليات الشراء الضخمة لسبائك الذهب من قبل البنوك المركزية، والتدفقات الداخلة للملاذ الآمن وسط المخاطر الجيوسياسية المتزايدة سواء على الجانب الفلسطيني المحتل أو على جانب الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب الطلب المتزايد من قبل الصناديق التي تتبع الزخم، مكاسب الذهب بأكثر من 15% منذ بداية العام وحتى الآن، خاصة بعد التدخلات الأخيرة لحلف الناتو بأوكرانيا التي وصفتها موسكو بالمواجهة المباشرة.
وساعدت تلك التوترات الجيوسياسية والمخاوف المتزايدة من توسع أطراف الصراع في المنطقتين، بجانب المناورات العسكرية التي شاركت فيها الولايات المتحدة قرب تايوان على دعم الذهب بشكل كبير اليوم، على الرغم من التعافي الهامشي لمؤشر الدولار الذي ارتفع إلى 104.36 نقطة، وكذلك الارتفاع الكبير الذي شهدته عوائد سندات الخزانة الأمريكية اليوم، والتي دفعت السندات القياسية لأجل 10 سنوات إلى الصعود بحوالي 1.36% لتسجل 4.436%.
وجاء ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد السندات اليوم مدفوعا ببيانات سوق العمل الإيجابية للغاية الصادرة بنهاية الأسبوع الماضي، والتي دفعت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لولاية مينيابوليس، نيل كاشكاري، للتصريح في حديثه خلال الأسبوع الماضي إلى أنه ربما إذا ظل التضخم مرتفعا بشكل عنيد وسط البيانات الاقتصادية القوية، فقد لا يكون تخفيض أسعار الفائدة ضروريا هذا العام.
وكانت البيانات الأخيرة الصادرة في نهاية الأسبوع الماضي قد أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي قد شهد أعلى حم نمو في الوظائف خلال 10 أشهر، مع انخفاض معدل البطالة إلى 3.8%، أي أقل من التوقعات باستقراره عند 3.9%، وهو ما أدى إلى هبوط تسعير السوق لاحتمالية بدء خفض الفائدة في اجتماع يونيو إلى 51% فقط الآن، من 72% ببداية الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات أداة متابعة الفائدة الفيدرالية FedWatch التابعة لمجموعة CME.