النفط يشهد ضغوطا قوية بتداولات اليوم، فكيف تأثرت أسعار الخام؟
تعرضت تداولات النفط الخام لضغوط حادة على كلا المسارين الصعودي والهبوطي، أسفرت في نهاية المطاف عن استقرار أسعار الخام على ارتفاع محدود، حيث ارتفعت أسعار خام برنت الفورية بنحو 0.35% ليصل إلى 79.423 دولار للبرميل، وفي نفس الوقت، استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند المستوى 74.207 بنسبة ارتفاع محدودة بلغت 0.22%.
ويمكن القول أن هناك عدة عوامل أثرت على تحركات أسعار النفط الخام بالتعاملات، سواء عوامل صعودية أو هبوطية، يمكن إيضاح أهمها في النقاط التالية:
أولا: العوامل الصعودية
وجد النفط الخام بعض الدعم من مخاوف تعطل الإمدادات العالمية من النفط الخام، خصوصا مع تصاعد الاضطرابات بمنطقة الشرق الأوسط بعدما وجهت الولايات المتحدة ضربات عسكرية على العراق مساء أمس، والتي قد تؤدي لتراجع حجم الإمدادات النفطية بالعراق باعتبارها واحدة من أكبر الدول المنتهجة لخام النفط عالميا.
كما شهدت تداولات النفط الخام ضغوطا صعودية قوية بعدما كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن توقعاتها بانخفاض إنتاج الولايات المتحدة من النفط خلال شهر فبراير، على خلفية عمليات الإغلاق التي تمت بسبب برودة الطقس بالبلاد، وهو ما أثار توقعات أسواق الطاقة حيال نقص المعروض النفطي بالأسواق خلال هذا العام.
ثانيا: العوامل الهبوطية
1. سلبية بيانات مخزونات النفط الأمريكية
كشفت البيانات الرسمية عن ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بواقع 5.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، بأسوأ من توقعات الأسواق التي أشارت لارتفاعها بنحو 1.7 مليون برميل فقط، وهو ما يعكس تضرر الطلب الأمريكي على النفط الخام بالأسبوع الماضي.، وهي أكبر مستهلك عالمي للخام، بما وضع ضغوطا على تداولات النفط اليوم.
2. مخاوف النمو الاقتصادي الصيني
ساهمت بيانات التضخم السنوي في الصين لشهر يناير الماضي، في تعزيز الضغوط الهبوطية لتحركات النفط الخام، حيث كشفت البيانات عن انكماش التضخم بالجمهورية الشعبية بنسبة 0.8% بأقوى من توقعات الأسواق التي رجحت انكماش التضخم بنحو 0.5% فقط، بما يعكس تراجع النشاط الاقتصادي بثاني أكبر قوة اقتصادية عالمية، فضلا عن كونها أكبر مستورد للنفط الخام عالميا، وهذا بدوره قد ينعكس سلبا على الطلب الصيني على النفط بالفترة المقبلة.