النفط يهبط وسط مخاوف تباطؤ الطلب بعد التصريحات والبيانات السلبية
شهدت أسعار النفط انخفاضا واضحا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وذلك بعدما مرت بتحركات متقلبة خلال التداولات المبكرة من الجلسة، ولكن التشاؤم بشأن علامات تباطؤ الطلب على النفط بالسوق العالمية تسبب بعمليات بيع على عقود النفط اليوم ودفعه للتراجع في النهاية.
النفط الآن
وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير بنسبة 0.6% لتسجل 79.13 دولار للبرميل، في حين تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.54% لتسجل 73.92 دولار للبرميل.
أبرز العوامل المؤثرة على تحركات النفط
أظهرت البيانات الصادرة اليوم الأربعاء بأن مؤشرات مديري المشتريات الأوروبية قد جاءت سلبية ودون التوقعات، وخاصة بالقطاعات الخدمية للمنطقة، في الوقت الذي استمرت فيه مؤشرات مديري المشتريات للقطاعات التصنيعية بتسجيل قراءات انكماشيه، مما يعكس الضعف القوي للنشاط الاقتصادي باقتصادات منطقة اليورو والمملكة المتحدة وسط استمرار أسعار الفائدة المرتفعة بالضغط على هوامش أرباح الشركات وإنفاق الأفراد والأسر.
هذا كما أعلن البنك الاتحادي الألماني اليوم أيضا بأنه أصبح يتوقع الآن تراجع معدل النمو الاقتصادي في ألمانيا بحوالي 0.7% نتيجة لما وصفه بالأزمة الاقتصادية في الصين، بالوقت الذي تكافح فيه حكومة الجمهورية الشعبية لدعم النشاط الاقتصادي الذي لا يزال تحت تأثير ضعف الطلب الشديد الناتج عن الإغلاقات الوبائية السابقة.
وأدت تلك البيانات إلى تعزيز النظرة التشاؤمية للمستثمرين حيال مستويات الطلب على النفط لدى كبار مستوردين لخام النفط بالعالم (الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو)، وهو ما دفع أسعار عقود النفط إلى تجنب خسائر واضحة اليوم، ويأتي ذلك وسط ترقب المستثمرين لصدور بيانات مخزونات النفط الأمريكية عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بوقت لاحق من اليوم، بعد صدور تقديرات معهد البترول الأمريكي الأولية التي أظهرت ارتفاعا كبيرا في مخزونات البنزين.
وعلى الجانب الآخر، فقد ساعد إعلان بنك الصين الشعبي اليوم بشأن خفضه لنسبة الاحتياطي الإلزامي بالبنوك، في أن تحد عقود النفط من خسائرها، حيث يسعى البنك المركزي لأكبر مستورد لخام النفط بالعالم من خلال تلك الخطوة إلى ضخ أكثر من تريليون يوان من السيولة في الأسواق، الأمر الذي من شأنه تعزيز الإنفاق والطلب المحلي وزيادة النشاط الاقتصادي داخل الجمهورية الشعبية.
وفي نفس الوقت، تظل أسعار عقود النفط تحظى ببعض الدعم أيضا من استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط مع توسع الهجوم الأمريكي بالمنطقة إلى اليمن ومناطق أخرى، واستمرار السفن التجارية وناقلات النفط بتحويل مسارها عن البحر الأحمر وقناة السويس واتخاذ طرق تجارة أطول وأكثر تكلفة، وهو ما يدعم مستويات الأسعار ويحول دون انهيارها بشكل كبير.